(فلما انصرفنا) قلت له : جعلت فداك! هل تعرف الرجل؟ فوالله إنها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا! قال : «يا موسى بن يسار! أما علمت أنا معاشر الأئمة تُعرض علينا أعمال شيعتنا صباحاً ومساءً ، فما كان في أعمالهم من التقصير سألنا الله تعالى الصفح لصاحبه ، وما كان من العلو سألنا الله الشكر لصاحبه» (١)
عباداته من المدينة إلى مرو :
أسند الصدوق عن رجاء بن أبي الضحاك الخراساني ابن عم الفضل بن سهل قال : لما بعثني المأمون لإشخاص الرضا عليهالسلام أمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار حتّى أقدم به عليه ، فكنت معه من المدينة إلى مرو .. فلمّا وردت به على المأمون سألني عن حاله في طريقه ، فأخبرته بما شاهدته منه في ليله ونهاره وظعنه وإقامته.
قال : كانت قراءته في مفروضاته في الأُولى الحمد وإنا أنزلناه ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد ، إلّافي صلاة الفجر والظهر والعصر يوم الجمعة فإنه كان يقرأ فيها بالحمد وسورة الجمعة والمنافقين وفي صلاة العشاء في ليلة الجمعة يقرأ في الأُولى الحمد والجمعة وفي الثانية الحمد وسبّح اسم ربك الأعلى. وفي صلاة الفجر يوم الاثنين والخميس في الأُولى الحمد وهل أتى على الإنسان ، وفي الثانية الحمد وهل أتاك حديث الغاشية.
وكان يجهر بالقراءة في المغرب والعشاء وصلاة الليل والشفع والوتر والفجر ، ويُخفت في الظهر والعصر. وكان قنوته في جميع صلواته : «ربّ اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت الأعز الأجل الأكرم» وكان في الطريق يصلي
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٧٠.