المعتمد (وعلى ميسرته) إبراهيم بن سيما أو محمد بن اوتامش التركي. وحمل الصفار على أصحاب السلطان في ذلك اليوم بضع عشرة حملة وقتل بيده خلقاً كثيراً ، وطعن محمد بن اوتامش ، وقصد موسى بن بغا على الميمنة وقتل المغربي المعروف بالمبرقع وخلقاً كثيراً من الناس ثمّ هُزم.
وكان السبب في هزيمة الصفّار في ذلك اليوم : أنّ نصيراً الديلمي مولى الحاجب سعيد بن صالح كان على الشذوات في بطن دجلة ، فوافى موخرة عسكر الصفار وسواده ، وخرج من دجلة فطرح النار في الخيول والحمير والإبل وهي خمسة آلاف جمل بُخاتي ، فتفرقت الإبل في ذيل العسكر وشردت الخيول واضطرب الناس في مصاف الصفار لمّا سمعوه ورأوه في عسكره وسواده من ورائهم. وفجّر جيش المعتمد عليه نهر السيب فغشى الماء الصحراء ، وعلم الصفار أنّ الحيلة قد توجهت عليه فنجا بنفسه والخواص من أوليائه ، وأتبعه جيش المعتمد وأهل القرى والسواد ، فغنموا الأكثر من ماله وعدده وفيها عشرة آلاف رأس من الدواب. وكان معه محمد بن طاهر الخزاعي (مولاهم) مقيداً فأُطلق ، وأتاه الموفق ففك قيوده وخلع عليه وردّه إلى مرتبته على خراسان.
وعاد الصفّار إلى الأهواز فاستولى عليها (١).
وفي شعبان (٢٦٢ ه) عاد المعتمد إلى سامرّاء (٢).
وحرب الروم والصين عام (٢٦٤ ه):
في سنة (٢٦٤ ه) تجهّز لحرب ثغور الروم عبد الله بن رشيد في أربعة آلاف
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ١١٣ و ١١٤.
(٢) أنساب الأشراف : ٣١٩.