اسم علي في جامع البصرة :
لعلّ من العلل التي بدت بعد إعلان المأمون لتفضيل علي عليهالسلام : ما نقله السبط عن الصولي قال : كان بالبصرة رجل يُدعى أبا عمرة حفص الخطّابي (نسبةً إلى عمر بن الخطاب) وكان يجلس إلى سارية من سواري جامع البصرة.
__________________
هذا وقد قدّم الصدوق لهذا الخبر الطويل خبراً آخر قصيراً عن الراوي نفسه إسحاق بن حماد بن زيد الأزدي البغدادي (القاضي) قال : كان المأمون يعقد مجالس للنظر ويجمع المخالفين لأهل البيت عليهمالسلام فيكلمهم في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وتفضيله على جميع الصحابة ، تقرّباً إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهالسلام وكان الرضا عليهالسلام يقول لمن يثق به من أصحابه : لا تغترّوا منه بقوله ، فما يقتلني ـ والله ـ غيره! ولكنه لابد لي من الصبر حتى يبلغ الكتاب أجله! ٢ : ١٨٤ ـ ١٨٥ ثمّ ذكر هذا الخبر الطويل مصداقاً لما مرّ من عقده المجالس وكلامه في الإمامة والتفضيل! في حين أنّ هذا القول بالتفضيل منذ ذلك الحين (عام ٢٠٢ ه) مع عشرين من المتكلمين وعشرين من المتحدثين لو كان لكانوا يتحدثون به فلا يبقى القول الوحيد والحديث المتسالم عليه في التاريخ والمؤرخين : أن إظهار المأمون القول بالتفضيل كان عام (٢١٢ ه) قولاً واحداً! وأيضاً قوله : «فلم نجتمع بعد ذلك حتى قبض المأمون» يدل على أنّ ذلك كان على أواخر عهد المأمون لا في دولة الفضل بن سهل كما ادّعي ذلك!
بل نقل الخبر قبل الصدوق (م ٣٨١ ه) أحمد بن محمد بن عبد ربّه الأندلسي القرطبي المرواني المالكي (م ٣٢٨ ه) في كتابه العقد الفريد ٥ : ٩٠ ـ ٩٨ عن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال : بعث يحيى بن أكثم إليّ وإلى عدّة من أصحابي وقال لنا : إن المأمون أمرني أن أحضر معي غداً أربعين رجلاً كلهم يفقه ما يقال له ويحسن الجواب ، فسمّوا من تظنونه يصلح لما يطلب قال : فسمّينا له عدّة حتى تم العدد الذي أراد ، قال : فدخلنا فإذا المأمون جالس وعليه سواده. ومن هنا يُعلم أنه كان ببغداد بعد خلع الخضرة والعودة إلى السواد.