وخبروني : عن قول الله عزوجل : (قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ للهِ (١)) أصدق هذا أم كذب؟ قالوا : صدق ، قال : أفليس ما سوى الله لله إذ كان مُحِدثَه ومالِكَه؟ قالوا : بلى. قال : وفي هذا بطلان ما أثبت من اختياركم خليفة وتسمونه خليفة رسول الله وأنتم استخلفتموه وتفترضون طاعته ، وهو معزول منكم إذا غضبتم عليه وعمل بخلافكم ، وإذا أبى الاعتزال فهو مقتول.
ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فتلقوا غداً وبال ذلك إذا قمتم بين يدي الله تعالى ووردتم على رسول الله وقد كذبتم عليه متعمدين وقد قال : «من كذب علي متعمداً فليتبوّأ معقده من النار».
ثمّ استقبل المأمون القبلة ورفع يديه وقال : اللهم إني قد أرشدتهم! اللهم إني قد أخرجت إليهم ما وجب عليَّ إخراجه من عنقي! اللهم إني لم أدَعهم في ريب ولا شك. اللهم إني أدين بالتقرب إليك بتقديم عليّ على الخلق بعد نبيّك محمد كما أمرَنا به رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال (الراوي : يحيى بن أكثم؟ أو بل إسحاق بن حماد بن زيد الأزدي؟) : ثمّ افترقنا ، فلم نجتمع بعد ذلك حتى قبض المأمون (٢).
__________________
(١) الأنعام : ١٢.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٨٤ ـ ١٩٩ / ١٥ صفحة! ثمّ قال الصدوق : قال (الراوي) : محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري : وفي حديث آخر (أي في رواية أُخرى عن إسحاق بن حماد الأزدي) قال : فسكت القوم. فقال لهم : لم سكتّم؟ قالوا : لا ندري ما نقول؟ قال : هذه حجة تكفيني عليكم! ثمّ أمر بإخراجهم. قال : فخرجنا متحيّرين خجلين! قال : ثمّ نظر المأمون إلى الفضل بن سهل فقال : هذا أقصى ما عند القوم! فلا يظنّ ظان أنّ جلالتي منعتهم من النقض عليَّ ، والله الموفّق للخيرات.