ولذا لما رُفع إليه أنّ محمد بن زيد الداعي العلوي (الحسني) صاحب طبرستان أرسل مالاً إلى بغداد سرّاً ليفرّق في آل أبي طالب ، وأُخذ الرجل إليه أنكر عليه إخفاء ذلك! وأمره بإظهاره (١) هذا مع أنه كان سفّاكاً للدماء شديد الرغبة في القتل بالتمثيل! كثير الإقدام عليه قليل الرحمة (٢)!
تولّى في شهر رجب ، واتخذ لنفسه مصلى قرب داره ، فلمّا كان الفطر صلّى بالناس فيه فكبّر في الأُولى بستّ تكبيرات ، وفي الثانية بواحدة ، ثمّ صعد ليعقد البيان فتعقّد لسانه فلم يُسمع منه شيء (٣)!
ولم يتساهل مع ابن سهل :
وكأنّ تساهله مع رسول الداعي العلوي الحسني من طبرستان بالأموال إلى رجال منهم ببغداد ، جرّأ محمد بن الحسن بن سهل ابن أخ الفضل بن سهل ذي الرياستين على الدعوة لمثله ببغداد ولا سيما بين جماعة من المستأمنين من فلول عسكر صاحب الزنج المدّعى العلوية بهتاناً وزوراً ، وكان له كتاب ألّفه من أخبار أنصاره. فأقرّ عليه جمع منهم لدى المعتضد ، فلمّا كبست قواته دار ابن سهل أصابوا لديه جرائد بأسماء رجال بايعوه لرجل من الطالبيين؟! فاخذوا وأُدخلوا
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ١٨١. وانظر تفصيل الخبر والرؤيا في الطبري ١٠ : ٤١ فذكر أنّ الرجل هو محمد بن ورد العطار والمال كان اثنين وثلاثين ألف دينار ليفرقها ببغداد والكوفة ومكة والمدينة ، والرؤيا بكيفية أُخرى في عام (٢٨٢ ه).
(٢) مروج الذهب ٤ : ١٤٤.
(٣) مروج الذهب ٤ : ١٤٥ وقال شعراؤه : ما ذلك من إفحام ولكن من احتشام! وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٣٢ : أنّ ذلك كان في صلاة الأضحى.