فحاربوهم فظفروا بهم وهدموا سورهم وجبوهم سبعة آلاف ألف (١) ولعلهم بلغهم ما بلغ إليه ترف المأمون في عرسه ببوران ، فذلك أثارهم عليه.
وقبل ذلك كان الجواد عليهالسلام قد كتب إلى إبراهيم بن محمد الهمداني كتاباً وأمره أن لا يفكه إلّابعد وفاة يحيى بن عمران الأشعري! فلما توفي يحيى وحمل إلى المقبرة ، حمل إبراهيم الهمداني كتاب الجواد عليهالسلام إليه معه إلى المقبرة فهناك فكه وقرأه فإذا فيه أن : قُم بما كان يقوم به (٢).
المأمون والجواد عليهالسلام ببغداد :
ولعلّ شدة بطشه بشيعة قم حمله على استعطافهم باستقدام الإمام الجواد عليهالسلام. أضف إلى أنّ عفو المأمون عن إبراهيم المغنّي ابن المهدي العباسي الذي اختاره العباسيون ببغداد بديلاً عن المأمون ، لعلّه حمله على أن يعيد عليهم ما نقموه عليه من اختياره الرضا عليهالسلام ولياً لعهده وصهراً على ابنته ام حبيب ، يعيدها أو بعضها مع ابنه الجواد عليهالسلام إصراراً وتأديباً وتأنيباً ، وتبجّحاً وتحدّياً وتقريعاً!
واخترنا هذا الموقع الزمني في أواخر العاشرة بعد المئتين أو أوائل ما بعدها : (٢١١ ه) ترجيحاً لما رجحه الطبري الآملي : أنّ المأمون استقدم الجواد عليهالسلام إلى بغداد وله ست عشرة سنة (٣) أي في (٢١١ ه) بعد التسالم على مولده في (١٩٥ ه) وأكثر انسجاماً وتناسباً مع ما يأتي عن المفيد من صلاة الناس مع الجواد عليهالسلام جماعة عامة في مسجد ببغداد عند عودته منها يومئذٍ. لا لما في
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ : ٦١٤ في حوادث عام (٢١٠ ه).
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٢٩.
(٣) دلائل الإمامة : ٢٠٦.