وبين يديها أصنام صغار عليها الجواهر والحلي ، أوصلوها إلى المعتضد ، ثمّ أمر المعتضِد أن تُرد هذه التماثيل إلى مجلس الشرطة في شرقيّ بغداد فتُنصب للناس ثلاثة أيام!
فاشتغل الناس فيها عن أعمالهم بالنظر إليها! وكانت هي من مغانم عمرو بن الليث من بلاد الهند (١).
وانفصلت مصر ثمّ اتصلت :
تمرّد أحمد بن طولون مولى العباسيين بمصر والشام ومات ، فخلفه ابنه أبو الجيش خمارويه على دمشق وجعل ابنه الجيش على مصر ، وتودّد للمعتضد بتزويجه ابنته قطر الندى إياه كما مرّ ، وكان قد بنى لنفسه قصراً في سفح جبل دير مرّان يشرب فيه الخمر مع غلامه طُغج ، وذات ليلة تتآمر عليه عدة من سودان مماليكه فخرج بهما خادمهم إلى أميال من الجبل فرموهم بالنشّاب وقتلوهم (٢).
وحملوا أبا الجيش في تابوت إلى مصر (الفسطاط) وعلى بابه خرج إليه ولده الأمير جيش ومعه الأُمراء والأولياء ، وأخرجوا أباه من التابوت وجُعل على سرير فصلّى عليه القاضي العبداني ثمّ دُلّي في قبره (٣).
وفي سنة (٢٨٣ ه) نقم المصريون على الجيش تقدُّمه على أخيه سلامة المؤتمن وتقديمه لغلامه نجح الطولون فشغبوا عليه وقتل أبو محمد المارداني
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ١٤٨.
(٢) مروج الذهب ٤ : ١٥٨.
(٣) مروج الذهب ٤ : ١٥٩.