فقال ابن الجهم : يابن رسول الله ، فما قصته مع أوريا؟
قال الرضا عليهالسلام : إنّ المرأة في أيام داود عليهالسلام إذا مات بعلها أو قُتل كانت لا تتزوّج أبداً! وأول من أباح الله له أن يتزوّج بامرأة قُتل بعلها كان داود عليهالسلام ، فلمّا قُتل اوريا وانقضت عدتها منه تزوج بامرأته.
وأما محمّد صلىاللهعليهوآله وقول الله له : (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ).
فإنّ الله عزوجل (كان قد) عرّف نبيّه صلىاللهعليهوآله أسماء أزواجه في الدنيا ، وفي الآخرة ، ومنهن زينب بنت جحش ، وهي يومئذٍ زوج زيد بن حارثة ، فأخفى (ذلك) في نفسه ولم يبده إذ خشي قول المنافقين .. فقال الله عزوجل : (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ). وإن الله ما تولى تزويج أحد من خلقه إلّاتزويج حواء بآدم ، وتزويج فاطمة بعلي عليهماالسلام ، وتزويج زينب لرسول الله بقوله : (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا (١)).
فقال ابن الجهم : يابن رسول الله ، أنا بعد يومي هذا تائب إلى الله عزوجل من أن أنطق في أنبياء الله عليهمالسلام إلّابما ذكرته أنت (٢) وبعد هذا حضر المجلس التالي في العصمة أيضاً من المأمون نفسه ، وكأنّه لم يكن حاضراً في هذا المجلس فتكرّر بعض السؤال والإشكال ، واختلف المقال جواباً وتفصيلاً ، كما يلي :
المأمون والرضا عليهالسلام والعصمة :
في الخبر السابق عن أبي الصلت الهروي لم يذكر حضور المأمون ، فكأنّه كان غائباً عن نقاش ابن الجهم للرضا عليهالسلام في عصمة الأنبياء عليهمالسلام وظواهر
__________________
(١) الأحزاب : ٣٧.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٩١ ـ ١٩٥.