الحسين الحلّاج إلى الوزير ، فأمر بتسليمه إليه ، فلمّا رأى منه ذلك الكتاب أحضر القاضي أبا عمرو وأمر بقراءة ذلك الكتاب عليه ، فلمّا قرئ الكتاب قال القاضي للحلّاج : من أين لك هذا؟ قال : من كتاب الإخلاص للحسن البصري! فقال القاضي : قد سمعناه بمكة وليس فيه هذا فقد كذبت يا حلال الدم! فطلب الوزير من القاضي أن يكتب له بحلّ دمه وألزمه بذلك. فدافعه شيئاً ثمّ كتب له بإباحة دمه ، وكتب بعده من حضر المجلس ، فأرسل الوزير الفتاوى بذلك إلى المقتدر واستأذنه في قتله فأذن ، فضُرب ألف سوط ثمّ قطعت يده ثمّ رجله ثمّ قُتل واحرق ، ونُصب رأسه ببغداد ، وكان يقول : أنا الحق! وما في الجبّة إلّاالله (١)!
قتل الطبري بفعل الحنابلة :
محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري الآملي المولود (٢٢٤ ه) بدأ أول دورة تفسيرية بالتفسير الترتيبي «جامع البيان في تفسير القرآن» في بغداد وأكمله في ثلاثين جزءاً ، ثمّ أنهى «تاريخ الأُمم والرسل والملوك» في عشرة أجزاء في سنة (٣٠٢ ه) إلى سنة (٣٠٠ ه) ثمّ صنّف كتباً في الأُصول والفروع والمناقب ومنها في مناقب علي عليهالسلام عُرف باسم كتاب الولاية أو الردّ على الخوارج «الحرقوصية» نسبةً إلى حُرقوص بن زُهير ذي الثُديّة رأس الخوارج الأولين على أمير المؤمنين عليهالسلام في النهروان ، وهو جدّ أحمد بن حنبل! وكان الطبري حافظاً عارفاً بأقاويل الصحابة والتابعين فقيهاً مجتهداً لم يقلّد أحداً ،
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٤٨ ونقل عن عبد القادر الجيلاني كلاماً في تأويل كلام الحجّاج ، ولكنه عذّر العلماء بظاهر الشرع! ونقل أنّ للغزالي في كتابه مشكاة الأنوار فصلاً طويلاً في تأويل كلامه من شدّة الوجد!