المعتمِد يسأل الإمام الاستسقاء :
كان ذلك آخر الخبر عن كتاب ابن عياش مشتملاً على إطلاق العسكري عليهالسلام من سجن الجوسق الأحمر عند صالح بن وصيف الأحمر ، وجرت الكتب على ذلك ، حتى أرسل ابن الصباغ المالكي (٨٥٥ ه) عن أبي هاشم الجعفري أنّ بعد خبر إفطاره صومه بالكعكة سرّاً وإخبار الإمام له جهراً قال :
ثمّ لم تطل مدة أبي محمد الحسن عليهالسلام في الحبس إلّاأن قحط الناس بسامرّاء قحطاً شديداً (١) فأمر الخليفة المعتمد على الله ابن المتوكل (٢) بخروج الناس إلى الاستسقاء ، فخرجوا ثلاثة أيام يدعون ويستسقون فلا يُسقون (وأين دجلة؟!).
وفي اليوم الرابع خرج الجاثليق (الكاثوليك) إلى الصحراء بالنصارى والرهبان (ولا عهد لنا بهم يخرجون لذلك من كنائسهم!) وكان فيهم راهب مدّ يده إلى السماء فهطلت بالمطر (فوراً بلا سحاب ولا برق ولا رعد؟!) وكذلك في اليوم الثاني. فعجب الناس من ذلك وداخلهم الشك وصبا بعضهم إلى النصارى والنصرانية! وبلغ ذلك الخليفة فشق عليه.
فأنفذ إلى صالح بن وصيف : أن أَخرج أبا محمد الحسن بن علي من السجن وآتني به! (كذا هنا فقط) فلمّا أُحضر أبو محمد الحسن عند الخليفة (المعتمد) قال له : أدرك أُمة جدك محمد صلىاللهعليهوآله فيما لحق بعضهم من هذه النازلة بهم!
__________________
(١) فهل جفّت دجلة؟! ولم يُعلم ذكر ذلك في أي مصدر من مصادر تاريخ ذلك العهد.
(٢) كذا هنا ، وفي سائر المصادر : المتوكل ، وهو لا يعاصر العسكري عليهالسلام فاكمل الخبر أخيراً بالمعتمِد بين حاصرتين!