(وأخبَره خبرهم) فقال عليهالسلام : ادعهم (المسلمين والنصارى) يخرجون غداً. قال : قد استغنى الناس واستكفوا من المطر (فأين دجلة؟!) فما فائدة خروجهم؟ قال : لأُزيل عن الناس شكّهم وما وقعوا فيه من هذه الورطة التي أفسدت عقولاً ضعيفة.
فأمر الخليفة (المعتمِد) أن يخرج الناس والجاثليق والرهبان أيضاً يوماً ثالثاً! فخرج النصارى وخرج لهم أبو محمد الحسن ومعه المسلمون. فوقف النصارى وخرج ذلك الراهب ومدّ يديه إلى السماء للاستسقاء فغيّمت السماء في الوقت ونزل المطر!
فأمر أبو محمد الحسن بالقبض على يدي الراهب واكتشاف ما فيهما وأخذه! ففعلوا وإذا بين أصابعه عظم صغير ، فأخذه أبو محمد الحسن ولفّه وقال له : استسق مرّة أُخرى! فاستسقى فانكشف السحاب وانقشع الغيم وطلعت الشمس. فسأله الخليفة (المعتمِد) : ما هذا يا أبا محمد؟ قال : هذا عظم نبيّ ظفر به هؤلاء من قبر بعض الأنبياء! وما كشف عن عظم نبيّ تحت السماء إلّاهطلت بالمطر! فامتحنوه مرّة أُخرى فوجدوه كما قال عليهالسلام (كذا هنا فقط).
ثمّ كلّم أبو محمد الحسن الخليفة لإخراج أصحابه الذين كانوا معه في السجن فأمر بإطلاقهم وإخراجهم!
وأقام أبو محمد الحسن بمنزله مبجَّلاً معظَّماً مكرَّماً! وعادت تصله صلات الخليفة وأنعامه إلى وفاته (١)!
__________________
(١) الفصول المهمة : ٤٤٣ ـ ٤٤٥ بتحقيق الحسيني ونشر المجمع العالمي لأهل البيت عليهمالسلام ، منفرداً بهذه الكيفية!