بعد موسى أبي فقال : لا أعرف بعده إماماً! فضُرب ضربة اشتعل قبره ناراً (١).
ولعلّ هنا كان خيران خادم الرضا عليهالسلام حاضراً فقال : كنت في خراسان واقفاً بين يدي أبي الحسن عليهالسلام ، فقال له قائل : يا سيدي ، إن كان كون فإلى مَن؟ فقال : إلى أبي جعفر ابني. فكأنه استصغر سنّه فقال أبوالحسن : إنّ الله تبارك وتعالى بعث عيسى ابن مريم رسولاً نبياً صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السنّ الذي فيه أبو جعفر (٢)!
صلاة الرضا عليهالسلام للاستسقاء :
روى الحلبي قال : لما بويع الرضا عليهالسلام قلّ المطر! فقالوا : هذا من نكَده (قلّة خيره)! فسأله المأمون أن يستسقى ، فقال : رأيت في منامي رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لي : يا بُني انتظر يوم الاثنين فابرز إلى الصحراء واستسق فإنّ الله يسقيهم.
فلمّا كان يوم الاثنين برز وصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : «اللهم يا ربّ ، أنت عظّمت حقنا «أهل البيت ، فتوسَّلوا بنا كما أمرت» وأمّلوا فضلك ورحمتك ، وتوقعوا إحسانك ونعمتك ، فاسقهم سقياً نافعاً عاماً ، غير ضائر ولا رايث (متأخر) وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارّهم» فأرعدت السماء وأبرقت ، وهاجت الرياح ، فتحرك الناس ، فأخبرهم أنّ هذا السحاب العارض لبلدة كذا إلى عشرة مرات ، ثمّ قال : هذا لكم وأمرهم بالانصراف وقال : لا تمطرُ عليكم حتّى تبلغوا منازلكم ونزل من المنبر ، وكان كما قال (٣).
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٤٤٤ ، الحديث ٨٣٣.
(٢) أُصول الكافي ١ : ٣٢٢ ، الحديث ١٣. وانظر ترجمة خيران في قاموس الرجال ٤ : ٢٢٢ برقم ٢٧٠١.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٦٧ ، الباب ٤١ ، الحديث ١ عن التفسير المنسوب للعسكري عليهالسلام.