والجمعة ثمّ يغتسل ويصلي ركعتين ثمّ يسأل الله حاجته. قال : فأتاني يوم السبت وقال لي : أتاني البارحة في النوم أبو الحسن عليهالسلام وقال لي : يا إبراهيم ، والله لترجعنّ إلى الحق! فأشهد أنّه الإمام المفترض الطاعة (١)!
وقد مرّ الخبر بعد موسى بن جعفر عليهالسلام عن وقف علي بن أبي حمزة سالم البطائني مولى الأنصار بالكوفة وقائد أبي بصير أنّه كان قد اجتمع عنده من أموال الكاظم عليهالسلام أكثر من ثلاثين ألفاً ، فقال بالوقف أي توقّف عن القول بوفاة الكاظم وإمامة الرضا عليهماالسلام ، وعاش عشرين عاماً ومات اليوم أي في سنة (٢٠١ ه) ودخل الوشاء على الرضا عليهالسلام فقال له : يا حسن! مات علي بن أبي حمزة البطائني في هذا اليوم وادخل في قبره الساعة ودخل عليه ملكا القبر فسألاه : مَن ربك؟ فقال : الله ، ثمّ قالا : مَن نبيّك؟ فقال : محمّد ، فقالا : مَن وليّك؟ فقال : علي بن أبي طالب. قالا : ثمّ مَن : قال : الحسن ، قالا : ثمّ مَن؟ قال : الحسين ، قالا : ثمّ مَن؟ قال : علي بن الحسين. قالا : ثمّ مَن؟ قال : محمّد بن علي. قالا : ثمّ مَن؟ قال : جعفر بن محمّد. قالا : ثمّ مَن؟ قال : موسى بن جعفر. قالا : ثمّ مَن؟ فتلجلج (تردّد) فقالا : ثمّ مَن؟ فسكت! فقالا له : أفموسى بن جعفر أمرك بهذا؟ ثمّ ضرباه بمقمعة من نار فألهبا عليه قبره إلى يوم القيامة.
قال الوشاء : فخرجت من عند سيدي (الرضا) فأرّخت ذلك اليوم ، فما مضت الأيام حتّى وردت كتب الكوفيين بموت البطائني في ذلك اليوم (٢).
كما رحل إليه من بغداد يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين ودخل عليه وقال : دخلت على الرضا عليهالسلام فقال لي : مات علي بن أبي حمزة؟ قال : قلت : نعم ، قال : قد دخل النار! قال : ففزعت من ذلك فقال : أما إنّه سُئل عن الإمام
__________________
(١) الخرائج والجرائح ١ : ٣٦٦ ، الحديث ٢٣.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٦٦.