فنادى جارية : هاتي مضربي ووسادتي فافرشي لأحمد في ذلك البيت!
فجاءت بها وفرشتها ، وقام وانصرف ، وصِرت إلى البيت وأخذ يخطر ببالي : مَن مثلي في بيت وليّ الله وعلى مِهاده! وخررت ساجداً لله وقلت! الحمد لله ، حجة الله ووارث علم النبيين أنس بي من بين إخواني وحبّبني! فأنا في سجدتي وشكري فما علمت إلّاوقد رفسني برجله فقمت فأخذ بيدي فغمزها ثمّ قال لي : يا أحمد! إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه ، فلمّا قام من عنده قال له : يا صعصعة! لا تجعل عيادتي إياك فخراً على قومك وإخوانك ، اتقِ الله وتواضع لله يرفعك الله! ثمّ انصرف عني (١).
ولم يلقَ الجواد عليهالسلام وتوفي في أول إمامة الهادي عليهالسلام بلا رواية له عنهما.
المعتصم والأتراك والقاطول؟! :
مرّ أنّ الرشيد لمّا عزم على العودة بالعاصمة إلى الحيرة ، تخيّر مولّدة منها هي ماردة بنت شبيب الكوفي وحظيت عنده ، وحظى منها بولده المعتصم ، فأُمه مولّدة كوفية (٢) ولم أجد فيما بأيدينا أنها كانت تركية ، واشتهر هذا في المتأخرين فنسبوا إليه أنّه كان يميل إلى أخواله الأتراك ، وإنّما قال المسعودي : أمر المعتصم بشراء الأتراك وجمعهم لجنده حتّى اجتمع له منهم أربعة آلاف ، ألبسهم أنواع الديباج والمناطق المذهّبة والحلى المذهّبة ، فأبانهم بذلك عن سائر جنوده ، واستمد رجال خراسان من الأشروسية ومن فرغانة. واصطنع أقواماً من حوف قيس ومن حوف مصر ومن حوف اليمن وسمّاهم المغاربة! فكثر جيشه.
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٥٨٧ ـ ٥٨٨ ، الحديث ١٠٩٩ و ١١١٠.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٤٥٩.