ولما عزم المأمون على رصد الكواكب تقدّم إلى يحيى بن أبي منصور المنجّم وإلى جماعة منهم معه بالرصد. وإصلاح آلاته ، ففعلوا ذلك في بغداد بالشماسية وفي دمشق بجبل قاسيون!
ومن الحكماء : يوحنّا بن البطريق الترجمان مولى المأمون ، كان أمينه لترجمة الكتب الحِكمية ، حسن التأدية للمعاني الكتابية ألكن اللسان في العربية! وكانت الفلسفة أغلب عليه من الطبّ.
ومن الأطبّاء : سهل بن شاپور الكوسج الأهوازي الخَوزي وفي لسانه لكنة بالخَوزية ، تقدّم في الطب في أيام المأمون قاصر العبادة وغير قاصر العلاج (١).
وبذكر الفلسفة قال السيوطي : لما كبر المأمون عُني بالفلسفة وعلوم الأوائل ومَهر فيها ، فجرّه ذلك إلى القول بخلق القرآن! وله محاسن لولا ما أتاه من محنة الناس في القول بخلق القرآن! وكان معروفاً بالتشيّع! بل إفراطه في التشيّع حمله على أن يهمّ بخلع نفسه ليفوّض الأمر إلى علي الرضا ، ويزوّجه ابنته (٢).
بداية عهد المعتصم :
تصدّى المعتصم لأخذ البيعة بعد المأمون ، وكان العباس بن المأمون حاضراً فنازع عمّه في المجلس (٣) وامتنع بعض القوّاد من البيعة لمكان العباس بن المأمون ، فأخرجه المعتصم من الخباء لهم ليكلّمهم ، فكلّمهم بكلام استحمقوه فيه فشتموه ، وبايعوا للمعتصم محمد بن الرشيد ، وأُمه أُم ولد يقال لها : ماردة (بنت شبيب) وبايعه العباس بن المأمون يوم الجمعة.
__________________
(١) تاريخ مختصر الدول لابن العبري : ١٣٦ و ١٣٨.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٦٤ و ٣٦٥.
(٣) مروج الذهب ٣ : ٤٥٩.