فقال لها : والله ـ يا عمّة ـ ما كلّمني أحد بكلام أوقع في قلبي من كلامك ، ولا أقصد لما أردت ، وأنا احاكمهم إلى عقلك. ثمّ قرّر لها أنّ علياً عليهالسلام ما ترك أحداً ينتمي إلى العباس إلّاولّاه ، فكافأتُه بما فعلت. فقالت : ولكن المصلحة لبني عمك من ولد أبي طالب ما قلت لك. فقال : ما يكون إلّاما تحبّون (١).
ومع ذلك عزل عن مكة والمدينة والياً عباسياً وولّاهما عبيد الله بن الحسن بن عُبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليهالسلام وأمّره أمر الموسم لسنة (٢٠٤ ه).
وفاة هشام الكلبي المؤرّخ النسّابة :
قال المسعودي في سنة (٢٠٤) : مات فيها هشام بن محمد بن السائب الكلبي (٢) وقال ابن خلكان فيه : كان أعلم الناس بعلم الأنساب من الحفّاظ المشاهير واسع الرواية لأخبار الناس وأيامهم ، توفي في (٢٠٦ ه) (٣) وقال ابن عدي : ذكره ابن حِبّان في الثقات ، وله أحاديث صالحة ، ورضوا به في التفسير وهو معروف به ، بل ليس لأحد تفسير أشبع ولا أطول منه (٤).
وقد نقل الطبري عنه في تاريخه ثلاثمئة وثلاثين خبراً ، ومع ذلك لم يعرض لذكره في «ذيل المذيل» وإنما ذكر أباه وجده وقال : إن جدّه بشر بن عمرو الكلبي وبنيه السائب وعبيد وعبد الرحمن ، شهدوا الجمل مع علي عليهالسلام (٥).
__________________
(١) تذكرة الخواص ٢ : ٤٨٣ ـ ٤٨٤ عن كتاب الأوراق للصولي ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ٢ : ٣٦٦.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٤٣٧.
(٣) وفيات الأعيان ٦ : ٨٢.
(٤) لسان الميزان ٢ : ٣٥٩.
(٥) ذيل المذيّل لتاريخ الطبري : ١٠١.