فقدِّم الهادي في فضله |
|
تسلم من اللائم والعائب |
إن مال ذو «النصب» إلى جانب |
|
ملت مع «الشيعة» من جانب |
أكون في آل نبي الهدى |
|
خير نبيّ من بني غالب |
حبهُم فرض يؤدّى به |
|
كمثل حجّ لازم واجب |
***
الام على حبّ «الوصيّ» أبي الحسن |
|
وذلك عندي من عجائب ذي الزمن |
خليفة خير الناس والأول الذي |
|
أعان رسول الله في السرّ والعلن |
ولولاه ما عُدّت لهاشم إمرة |
|
وكانت على الأيام تُقصى وتُمتهنِ |
فولّى بني العباس ما اختص غيرَهم |
|
فمن منه أولى بالتكرّم والمِنن؟! |
فأوضح عبدُ الله بالبصرة الهدى |
|
وفاض عبيدُ الله جوداً على اليمن! |
وقسّم أعمال الخلافة بينهم |
|
فلا زال مربوطاً بذا الشكر مرتهن (١) |
***
والمأمون بهذه الأبيات الأخيرة يشير إلى ما مرّ عنه خطاباً لزينب بنت سليمان كبيرة العباسيين. قال الصولي : كان المأمون بعد علي بن موسى عليهالسلام قد عزم على أن يعهد بعده لابنه محمد بن علي عليهالسلام وكان قد أصرّ على ذلك! فاجتمع العباسيون إلى زينب هذه وسألوها أن تدخل عليه وتسأله الإضراب عن مثل ما كان عليه بل ترك الخضرة والعودة إلى السواد.
فلما دخلت عليه قام لها ورحّب بها واكرمها فقالت له : يا أمير المؤمنين! إنك على برّ أهلك من ولد أبي طالب والأمر في يدك أقدر منك على برّهم والأمر في يد غيرك! فلا تُطمعنّ أحداً في ما هو منك! ودع لباس الخضرة وعُد إلى لباس أهلك!
__________________
(١) تذكرة الخواص ٢ : ٤٨٥ ـ ٤٨٦ عن كتاب الأوراق في الوزراء والكتّاب للصولي