ووصف له وصيفة بصورتها ولباسها وحليتها (١) فتزوّجها أو تسرّى بها فولدت له ابنه الذي سمّاه باسم أبيه علياً ، كان ذلك في أواخر الثامنة عشرة من عمر الجواد عليهالسلام أي في (٢١٣ ه) وكان ذلك قبل ما يأتي من اتيانه المأمون في تكريت في طريقه لغزو الروم وأمره بحمل ابنته أُم الفضل وزفافها إليه في شهر صفر عام (٢١٥ ه) كما يأتي عن الطبري آنفاً. فكأنه عليهالسلام بعد زواجه بأُم الهادي سمانة ومولد الإمام منها : اذن له في سواها.
خروج المأمون للروم وزفاف الجواد عليهالسلام :
في (٢٤ محرم) سنة (٢١٥ ه) يوم الخميس ، بعد ما صلّى المأمون الظهر استخلف على بغداد وكور دجلة وسوادها إلى حُلوان : إسحاق بن إبراهيم الخزاعي ابن عمّ طاهر بن الحسين ، ورحل لغزو الروم.
فلمّا وصل إلى تكريت لحقه صهره الإمام الجواد عليهالسلام من المدينة ، وكانت ليلة جمعة من شهر صفر ، ولقيه بها ، وكان مع المأمون أهله وأولاده وبناته وفيهن أُم الفضل التي كان قد عقدها له من قبل ، فأمر أن يُعدّ له دار ، فاعدّت له دار أحمد بن يوسف على شاطئ دجلة ، فأمر أن تحمل ابنته أُم الفضل إليه في تلك الدار ، فحملت إليه وأُدخلت عليه ، فأقام بها إلى أن خرج بأهله وعياله لأيام الحجّ إلى مكة (٢) وعمر الجواد عليهالسلام يومئذ في العشرين عاماً.
ليلة الزفاف ، وصبيحتها :
كان مع المأمون أخوه المعتصم وخال المعتصم : الريّان بن شبيب الكوفي
__________________
(١) اثبات الوصية : ١٩٣.
(٢) تاريخ الطبري ٨ : ٦٢٣.