أخو ماردة بنت شبيب ، فأسند الكليني عن ابنه محمد بن الريّان (عن أبيه) قال : إنّ المأمون احتال بكل حيلة ليحمل معه الجواد عليهالسلام على ما هو فيه من امور الدنيا وشؤونها فلم يمكّنه من ذلك.
وكان من مشاهير المغنّين له ومعاريفهم رجل يقال له «مُخارق» صاحب صوت وضرب وعود ومع ذلك قد أطال لحيته! فدعاه المأمون ليجتذب إليه التفاتة من الجواد عليهالسلام! فقال له مخارق : يا أمير المؤمنين! إن كان أبو جعفر في شيء من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره!
ورُفع إلى المأمون مئتا وصيفة من أجمل الوصائف ، هذا وهو في حال السفر للجهاد! فدُفع إلى كل واحد منهن جام فيه جوهر ، فإذا جاء أبو جعفر عليهالسلام وقعد مع قوّاد المأمون وأجناده فالوصائف يستقبلنه بما في أيديهن من جامعات الجواهر!
وقعد مُخارق بين يدي أبي جعفر عليهالسلام ، واجتمع حوله أهل الدار ، فجعل يضرب بعوده ويغنّي ساعة! وأبو جعفر عليهالسلام لا يلتفت لا يمينياً ولا شمالاً! ثمّ رفع رأسه إليه فصاح عليه : اتق الله يا ذا العُثنون (اللحية الطويلة).
فشهق مُخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار ، وسقط من يديه العود والمضراب! وحُمل إلى المأمون فسأله عن حاله فقال : لما صاح بي أبو جعفر فزعت فزعة لا افيق منها أبداً (١).
وفي صبيحة عُرس الإمام عليهالسلام بزينب أُم الفضل ابنة المأمون. أسند الكليني عن علي بن محمد أو محمد بن علي الهاشمي (العباسي؟) قال : كنت أنا أول من دخل على أبي جعفر في صبيحة عُرسه ، وكنت في الليل قد تناولت دواءً معطّشاً ، فأصابني العطش وكرهت أن أدعو بالماء عنده! فنظر أبو جعفر في وجهي
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٤٩٤ ـ ٤٩٥ ، الحديث ٤ وقال : لم يَسلَم حتى مات!