وقال السيوطي : في سنة (٣٢٢ ه) ظهر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر ، وشاع عنه أنه يدّعي الأُلوهية وإحياء الموتى ، فأُخذ مع جماعة من أصحابه وقُتلوا وصلبوا (١) وهكذا تحقق ما قاله له الشيخ النوبختي : أينا تقدّم صاحبه فهو المخصوم!
حركة القرامطة عام (٣٢٣ ه):
قال المسعودي : من الحوادث العظيمة في أيام خلافة الراضي بالله : مسير سليمان القرمطي الأحسائي من الأحساء لقطع الطرق على الحجّاج ذهاباً لموسم الحج لسنة (٣٢٣ ه) ، خرج في شوال في تسعمئة فارس ومثلهم رجّالة! فلمّا وصل بعد ثلاثة أيام إلى الجابرية قسم عسكره نصفين ، نصفه معه والآخر عليهم الحسين بن سنبر ومعاذ الكلابي قاصدين طريق مكة ، وقصد القرمطي نفسه القادسية.
فسار ابن سنبر حتى وقع بناحية زبالة والعقبة في منتصف ذي القعدة ، فوقع على القوافل الخارزمية وغيرها. فانهزم كثير منهم راجعين يريدون العُذيب وقد سبقهم القرمطي إليها ، واستقبل فيها قافلة الشمسية فاستولى عليها بأسرها ، ثمّ سار القرمطي إلى خفّان وهو يريد القادسية ، ورجع مستقبلاً للمنهزمين من ابن سنبر الراجعين يريدون الكوفة فلقيهم بالعُذيب. فأمّا قافلة قرّة فقد بذل عن قافلته مالاً فلم يعرض له ، وأوقع بالباقين فقتل جمعاً وأسر آخرين ، وصار إليه من الأمتعة والأموال ما لا يُحاط بمبلغه ولا يوقف على تحديده (٢)!
__________________
(١) تاريخ الخلفاء ٤٥٣ وراجه التنبيه والاشراف ٣٤٣
(٢) التنبيه والاشراف ٣٣٧ ٣٣٨