وكان محمد بن عبد الله الحميري القمي قد كتب إلى الشيخ النوبختي القمي كتاباً فيه مسائل وأجاب عنها ، ثمّ حكي له أنّ الشلمغاني قال : أنا أجبت بهذه الأجوبة! فأعاد الحميري الكتاب المدرج المطوي إلى الشيخ النوبختي وكتب معه يسأل عنها : هل هي جوابات الفقيه عليهالسلام أو جوابات الشلمغاني ، فقد حكي عنه أنه قال بأنه هو أجاب عنها! فكتب النوبختي إليه : قد وقفنا على هذه الرقعة وما تضمّنته ، فجميعه جوابنا ، ولا مدخل للمخذول الضال المضل المعروف بالعزاقري لعنه الله في حرف منه (١) والعزاقري هو الشلمغاني نسبة إلى جده وكان يقال له أيضاً : ابن أبي العزاقر.
وذكر ابن الوردي ما يبدو منه أنّ الشلمغاني كان يطلبه الوزير ابن مقلة فكان مستتراً ، ثمّ ظهر في شهر شوال عام (٣٢٢ ه) فأمسكه ابن مُقلة ، وكان أصحابه يقولون بأُلوهيته على التناسخ والحلول! وتبعه على ذلك أبو علي وأبو جعفر ابنا بسطام وأحمد بن محمد بن عبدوس وإبراهيم بن أبي عون والحسين بن القاسم بن عبيد الله وزير المقتدر ، وأحضره الوزير ابن مقلة ومعه ابن أبي عون وابن عبدوس ، وأمروهما بصفع الشلمغاني فامتنعا فأُكرها فصفعه ابن عبدوس ، وأما ابن أبي عون فإنّه أخذ برأس الشلمغاني وقبّل لحيته وهو يقول له : إلهي وسيدي ورازقي! فقالوا للشلمغاني : أما قلت إنك لا تدّعي الأُلوهية! قال : ما عليَّ من قول ابن أبي عون عنّي مثل هذا؟! وأنكر مذهبه ، فصُرفا.
ثمّ أُحضر بمحضر الفقهاء مراراً ، وآخر الأمر أفتى الفقهاء بحلّ دمه ، فصُلب هو وابن أبي عون في ذي القعدة من (٣٢٢ ه) ثمّ أُحرقا. وكانوا تاركَي الصلاة ويقولون بإباحة المحارم (٢)!
__________________
(١) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٧٣ ، الحديث ٣٤٥.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٥٧.