ووجوه البلد ، فيشاورهم الكوفي في الخليفة ، فاتّفقوا على بيعة إبراهيم بن جعفر المقتدر فبايعوه. ولقّبوه المتقي بالله ، فأَرسل اللواء والخلع إلى بجكم ، وأقرّ سليمانَ بن الحسن وزير الراضي على اسم الوزارة ، والتدبير في الواقع للكوفي كاتب بجكم التركي (١).
وكان على الريّ يومئذ وشمگير بن زياد أخو مرداويج ، واستولى القائد ماكان بن كالي على جرجان وكانت جرجان من قبل للسامانية بخراسان ، فقصد قائد منهم يدعى أبا علي بن مظفر بن محتاج إلى ما كان على جرجان فهزم ماكان ، ثمّ سار ابن المحتاج إلى وشمگير على الريّ فاستمد وشمگير له بماكان فخرج بجمعه إلى الريّ لنجدة وشمگير على ابن المحتاج الساماني ، وقدم ابن المحتاج فقاتلاه فقُتل ماكان وهرب وشمگير إلى طبرستان ، واستولى ابن المحتاج الساماني على الري (٢).
ولعلّه لعلّة هذه الاضطرابات بالريّ كان الشيخ الكليني الرازي هجرها إلى بغداد ، بدون تاريخ معيّن معلوم ، فتوفى في بغداد كما يلي.
وفاة الشيخ الكليني الرازي :
سبق الشيخ الطوسي في كتابه «الفهرست» بترجمة الشيخ محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي قال : صنّف كتابه «الكافي» في عشرين سنة ، وهو مشتمل على ثلاثين كتاباً. ثمّ عدّها وذكر طريقين إليه ، ومنها :
شيخه أبو عبد الله أحمد بن عُبدون. وقال : توفي في سنة (٣٢٨ ه) ببغداد ،
__________________
(١) تاريخ مختصر الدول : ١٦٤ ، وتاريخ ابن الوردي ١ : ٢٦٥.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٦٤.