ودُفن في مقبرة باب الكوفة من بغداد ، وقال ابن عُبدون : كنت رأيت قبره في صَراه الطائي وعليه لوح فيه اسمه واسم أبيه (١).
واطّلع على هذا الشيخ النجاشي الأسدي الكوفي البغدادي ، فكتب «فهرستاً» آخر ، وترجم فيه للكليني فأتى فيها بما ذكره الطوسي وقال في تاريخ وفاته : مات أبو جعفر الكليني رحمهالله ببغداد في سنة (٣٢٩ ه) وزاد : صلّى عليه أبو قيراط محمد بن جعفر الحسني ، ودُفن بباب الكوفة ، ونقل قول شيخه أحمد بن عبدون وأكمله بقوله : وقد دُرس (٢)!
فعاد الشيخ الطوسي في كتابه «الرجال» لذكر الكليني في من لم يرو عن الأئمة مباشرة ، إلى التاريخ الذي ذكره النجاشي : (٣٢٩ ه) وقال : في شهر شعبان. وزاد في وصفه : أنه كان عالماً بالأخبار جليل القدر أعور (٣).
وفي ضبط لفظ «صراه» صرّحوا أنها تختم بالهاء وليس التاء القصيرة ، وهو فرع من نهر عيسى بن علي العباسي من شطّ دجلة عند بلدة المحوّل على بعد فرسخ (٥ كم) من بغداد بعد باب الكوفة منها في جانبها الغربيّ ، عند منطقة الجعيفر اليوم في الكرخ كما عن مصطفى جواد. وليس بها اليوم قبر للشيخ الكليني.
وإنما القبر الوحيد المنسوب للشيخ الكليني ببغداد على شاطئ دجلة عند الجسر العتيق المجدّد باسم جسر المأمون ، على يسار القادم من الرصافة في شرق دجلة إلى الكرخ بغربها ، في أول السوق بجنب المدرسة المستنصرية. وأقدم ما بأيدينا عمّن أشار إليه هنا الشيخ المجلسي الأول (١٠٧٠ ه) قال :
__________________
(١) الفهرست : ٣٢٦ برقم ٧٠٩. وصراه معرّب : سه راه : مثلّث الطريق.
(٢) رجال النجاشي : ٣٧٧ برقم ١٠٢٦.
(٣) رجال الطوسي : ٤٩٥ برقم ٢٧.