سمعت من جماعة من أصحابنا ببغداد أنّ قبره يُعرف بقبر شيخ المشايخ! لدى الخاصة والعامة! في «مولوي خانه» وزرته هناك (١) نقله المرحوم محفوظ في مقدمته للكافي ثمّ نقل عن هامش الفهرست للطوسي عن الأفندي (١١٣١ ه) قال : قبره ببغداد ، ولكن ليس في المكان الذي يُعرف الآن (٢)!
و «مولوي خانه» في ما مرّ عن المجلسي الأول ، جاء في «روضات الجنات» بعنوان : تكية المولوية (٣). وفي «مراقد المعارف» بعنوان : جامع الصفوية الذي عُرف بجامع الآصفية! ثمّ بتكية المولوية (٤).
فأرى أنّ الصفوية لمّا دخلوا بغداد بعد الألف الهجرية ، وبنوا هذا الجامع هناك ، وجدوا في أرضه قبراً منسوباً إلى الشيخ الكليني ، فشهروا نسبته إليه «إحياءً لذكره ، وإخلاداً لاسمه ، واستبقاءً له» كما ذكره الدكتور محفوظ (٥).
وإنما دُفن بباب الكوفة لأنه كان يسكن في درب السلسلة من محلة باب الكوفة ببغداد ، بعد أن كان في وقته شيخ أصحابنا بالريّ ووجههم (٦) وكانت له رحلات في طلب أخبار الأئمة الأطهار عليهمالسلام إلى قم وقزوين ونيشابور وتنيس وهمدان ، وبغداد ، والكوفة ، والحجاز ، وصور ، وسورا ، ثمّ عاد إلى بغداد فسكن بها. ومرّ أنه كتب كتابه الكافي في عشرين عاماً ، ولكن بلا تاريخ
__________________
(١) شرح مشيخة كتاب من لا يحضره الفقيه ، وعنه في مقدمة أُصول الكافي ١ : ٤١.
(٢) مقدمة أُصول الكافي ١ : ٤١ ، وليس في رياض العلماء المنشور!
(٣) روضات الجنات ٦ : ١١٧.
(٤) مراقد المعارف لحرز الدين ٢ : ٢١٤ زاره عام (١٣٠٥ ه).
(٥) مقدمة أُصول الكافي ١ : ٤٢ ، وراجع العميدي في الشيخ الكليني وكتابه الكافي : ٨٢ ـ ٨٦ ، ودفاع عن الكافي ١ : ٣٥ ـ ٤٢.
(٦) رجال النجاشي : ٣٧٧ برقم ١٠٢٦.