ثمّ صنّف كتاباً جمع فيه اختلاف الفقهاء ولم يذكر فيه شيئاً عن أحمد بن حنبل ، فقيل له في ذلك فقال : إنما كان أحمد بن حنبل محدّثاً ولم يكن فقيهاً مجتهداً (١)!
وقال الحموي : قصده الحنابلة فسألوه عن أحمد بن حنبل وعن روايته لحديث إجلاس الله لنبيّه معه على العرش! فقال : أما حديث الإجلاس على العرش فمُحال وقال :
سبحان من ليس له أنيس |
|
ولا له في عرشه جليس |
وأما ابن حنبل فإني ما رأيته روي عنه ولا له أصحاب يعوّل عليهم! فرموه بمحابرهم وقاموا! فقام ودخل داره ، فرموا داره بالأحجار حتى صار على بابه كالتل العظيم! وكانوا أُلوفاً ، فركب نازوك صاحب الشرطة في عشرة آلاف من الجند لمنعهم عنه! فوقفوا ببابه يوماً كاملاً ورفعوا عنه الحجارة (٢).
ونسبه الحنابلة إلى الإلحاد! حتى توفى في شوال عام (٣١٠ ه) فدفن في داره خوفاً منهم (٣) وكانت داره قد ابتناها لنفسه في رحبة يعقوب في بغداد (٤).
الشيخ الشلمغاني قبل شغبه :
بعد حدود خمس سنين من بدء عهد الشيخ النوبختي ، أي في سنة (٣١٠ ه) تقريباً ، قرّب النوبختي إليه أبا جعفر محمد بن علي المعروف بالشلمغاني (٥) ،
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٤٩.
(٢) معجم الأُدباء ١٨ : ٥٧ ، وانظر قاموس الرجال ٩ : ١٥١ ـ ١٥٤ برقم ٦٥١٧.
(٣) هدية الأحباب : ٦١ ، وانظر ترجمته في مقدمة تاريخه ١ : ٥ ـ ٣٢ بقلم محمد أبي الفضل إبراهيم.
(٤) تاريخ بغداد ٢ : ١٦٦.
(٥) شلمغان من قُرى واسط.