وكان يومئذ مستقيماً لم يظهر منه خلافه ، فكان صاحب الشيخ أبي القاسم سفيراً بينه وبين الناس في حوائجهم ومهمّاتهم ، فكان الناس يقصدونه ويلقونه ، واستتر النوبختي عنهم ما أمكنه (١).
قال أبو غالب الزراري : فكنّا لا نلقى أبا القاسم وصرنا نلقى أبا جعفر بن الشلمغاني (٢).
وكان يكتب «كتاب التكليف» باباً باباً ، فيصلح الباب ويدخل به على الشيخ أبي القاسم فيعرضه عليه ويحكمه ، فإذا صحّ الباب خرج فنقله للناس وأذن لهم بنَسخه (٣).
أما لمّا كتب الشلمغاني «كتاب التأديب» أنفذه الشيخ النوبختي إلى قم وكتب إلى جماعة الفقهاء بها : انظروا في هذا الكتاب هل تنظرون فيه شيئاً يخالفكم؟
فكتبوا إليه : ما فيه شيء يخالفنا إلّافي زكاة الفطرة فإنها عندنا صاع وهذا فيه : نصف صاع (٤).
وكأنه عندئذ طلب النوبختي من أصحابه أن يطلبوا له «كتاب التكليف» لينظر فيه ، فجاؤوا به إليه فقرأه من أوّله إلى آخره ثمّ قال : ما فيه شيء إلّاوقد روي عن الأئمة عليهمالسلام إلّاأنّه كذب عليهم في موضعين أو ثلاثة! منها في باب الشهادة : أنه روى عن العالم (الكاظم) أنه قال : إذا كان لأخيك المؤمن على
__________________
(١) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٠٣ ، الحديث ٢٥٦ عن ابن عياش عن أبي غالب الزراري.
(٢) المصدر السابق : ٣٢٤ ، الحديث ٢٧٢.
(٣) المصدر السابق : ٣٨٩ ، الحديث ٣٥٤.
(٤) المصدر السابق : ٣٩٠ ، الحديث ٣٥٦.