رجل حق فدفعه عنه ولم يكن له من البيّنة عليه إلّاشاهد واحد وكان الشاهد ثقة ، فارجع إلى الشاهد فاسأله عن شهادته ، فإذا أقامها عندك فاشهد معه عند الحاكم على مثل ما يشهد هو عنده ، لئلّا يبطل حق امرئ مسلم! وهذا من كذبه مع موضع آخر (١).
وكان من الشيعة ببغداد آل بسطام ، فلمّا جعل النوبختي للشلمغاني عند الناس منزلة وجاهاً ، أصبح أبو جعفر الشلمغاني وجيهاً عند بني بسطام ، فكان عند ارتداده وكفره يحكي كل كذب وبلاء لهم ويسنده لهم إلى الشيخ النوبختي فيقبلونه منه ويأخذونه عنه.
ومنه أنّه قال لهم : إنّ روح رسول الله صلىاللهعليهوآله انتقلت إلى أبي جعفر العَمري! وروح أمير المؤمنين عليهالسلام انتقلت إلى بدن الشيخ أبي القاسم النوبختي! وروح مولاتنا فاطمة عليهاالسلام انتقلت إلى ابنته أُم كلثوم! وقد أخذ عليهم كتمانه ومن أذاعه يعاقب!
فأسند الطوسي عن ابن بنتها هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب عن جدته أُم كلثوم أنها أخبرت الشيخ النوبختي : أنها دخلت يوماً إلى أُم أبي جعفر بن بسطام تزورها قالت : فاستقبلتني وانكبّت على رجلي تقبّلهما! فانكرت ذلك وقلت لها : مهلاً يا ستّي فإنّ هذا أمر عظيم! فبكت وقالت : كيف لا أفعل بك هذا وأنت مولاتي فاطمة! فقلت لها : وكيف ذلك يا ستّي!
فقالت لي : إنّ الشيخ أبا جعفر محمد بن علي باح لنا بالسرّ! قلت لها : وما السرّ؟ قالت : قد أخذ علينا كتمانه وقال : إن أذعناه عوقبنا! فأعطيتها موثقاً أني لا أكشفه لأحد! فباحت بالسرّ! فقلت لها : إنّ هذا كذب يا ستّي! فقالت : بل هو سرّ
__________________
(١) كتاب الغيبة للطوسي : ٤٠٩ ، الحديث ٣٨٢ و ٣٨٣.