وسار جبل باليمن بمزارعه على مزارع آخرين. ورُجمت مصر بالحجارة وكان أحدها يزن عشرة أرطال (١)!
أحداث المتوكل بين (٢٤٣ ـ ٢٤٦ ه):
استقرّت أوضاع الشام ، ولم تشملها الزلازل ، قال اليعقوبي : وكان المتوكل محروراً فوُصف له برد هواء داريّا من نواحي دمشق ، وكان عليها أحمد بن محمد بن مدبّر فكتب إليه يأمره بإصلاح طريق الشام إلى العراق وإقامة المنازل والمرافد ، وإعداد المنازل والقصور ومنها في داريّا. ثمّ سار من سامرّاء في أواخر ذي القعدة سنة (٢٤٣ ه) ووصل دمشق بعد ثلاثة أشهر في أواخر شهر صفر سنة (٢٤٤ ه) فنزل بها أربعين يوماً! ثمّ بلغه ما تخوّفه عن بعض الموالي الأتراك ، فترك أريكته بداريّا وعاد أدراجه إلى سامرّاء. فأصابت الزلازل الشام كلّه ولا سيما جبلة واللاذقية ومات بها عالم من الناس ، وأسلم الناس منازلهم وما فيها وخرجوا إلى الصحارى ، وتوالت شهوراً من سنة (٢٤٥ ه).
ثمّ استحسن منطقة الماحوزة على ثلاثة فراسخ (١٧ كم) من سامرّاء بينها وبين القاطول إلى بغداد ، فأمر بحفر نهر من نهر القاطول إلى الماحوزة ، وبنى بها قصراً لم يُسمع بمثله ، وبلدة سمّاها الجعفرية نسبة إلى نفسه ، وأمر بمصير الناس إليها ولا سيما الكتاب والدواوين ، وانتقل إليها في المحرم سنة (٢٤٦ ه) (٢).
قال السيوطي في سفره إلى الشام : بُني له قصر بداريّا وعزم على سكناها ثمّ بدا له ورجع (٣).
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٠٨.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٩١ ، ٤٩٢.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٠٩.