مولود الموعود عليهالسلام :
مرّ خبر الكليني عن أحمد بن محمد : أنّ المهتدي كان قد تهدّد العلويين عامة وأبا محمد العسكري عليهالسلام خاصة يقول : والله لأُجلينّهم من جديد الأرض (١)!
ومرّ خبر أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : كنت محبوساً مع أبي محمد العسكري عليهالسلام في حبس المهتدي ابن الواثق (ففي آخر ليلة) قال لي : يا أبا هاشم ؛ إنّ هذا الطاغي (المهتدي) أراد أن يتعبّث (بأمر) الله في هذه الليلة (بقتله عليهالسلام) وقد بتر الله عمره وجعله للقائم بعده (المعتمِد) وليس لي ولد وسأُرزق ولداً!
قال أبو هاشم : فلمّا أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي فقتلوه (٢) في نصف رجب (٢٥٦ ه).
فهذا صريح في تأخر مولود الموعود المهدي عجّل الله فرجه عن مقتل المهتدي.
وفي كيفية ولادته عليهالسلام سيأتي آنفاً طريقان من الصدوق نقلهما الطوسي عن غيره ، وزاد عليهما طريقين آخرين ، ثمّ جمع الأخبار الأربعة في خبر آخر كلها عن حكيمة بنت الجواد عليهالسلام وكلها على أنَّ حمله كان كحمل أُم موسى عليهالسلام بين عشية وصباحها بل وفجرها وليس ضحاها ، فلا مقتض لاحتساب مدة الحمل الطبيعي للعام القادم بعد مقتل المهتدي بل إنما بعد شهر منه في منتصف شعبان (٢٥٦ ه).
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٥١٠ ، الحديث ١٦ ، باب مولد العسكري عليهالسلام.
(٢) إثبات الوصية : ٢١٥ ، وكتاب الغيبة للطوسي : ٢٠٥ ، الحديث ١٧٣ و ٢٢٣ و ١٨٧ مكرراً.