قال الراوي الحسن بن محمد العلوي : حدثني علي بن أحمد العقيقي بهذا في نصيبين في طريقه إلى مصر ، ثمّ خرج إلى مصر وأخذ ضيعته بكتاب الوزير الجرّاح ، وكان قد مات قبله بعشرة أيام محمد بن إسماعيل (؟) ثمّ توفي العقيقي فكفّن في الأكفان التي دُفعت إليه (١).
مناوشات الروم والمسلمين :
في سنة (٢٩٨ ه) هجم الروم بمراكبهم إلى ساحل الشام وحاصروا حصن القبة قبل اللاذقية طويلاً ولم يغثهم من المسلمين أحد ، فافتتحها الروم ، ثمّ افتتحوا بلدة اللاذقية وسبوا منها خلقاً كثيراً.
وكانت مناوشات الروم قبلها برّية ، فلمّا قدموا هذه المرة بحراً كان المظنون أنّ أهل جزيرة قبرص قد أعانوهم ، وقد كان في العهد معهم صدر الإسلام : أن لا يعينوا الروم على المسلمين ولا المسلمين على الروم ، وكان من المسلمين على الغزو بالبحر الرومي (الأبيض المتوسط) رجل يدعى دمنانة ، فغزا دمنانة في مراكب المسلمين جزيرة قبرص وأقام بها أربعة أشهر يفتح حصونها ويحرق ويسبي منهم في سنة (٢٩٩ ه).
وفي شهر رمضان من هذه السنة هبّت في الكوفة ريح سوداء مظلمة وهطلت ثلوج وبَرد بثقل رطل بالبغدادي ، وكان فيها رجفة وزلزلة عظيمة انهدم بها كثير من بنيان المنازل فهلك بها خلق كثير من الناس (٢).
__________________
(١) كمال الدين : ٥٠٥ و ٥٠٦ ، الحديث ٣٦ باب التوقيعات ، وفي الخبر ما يظهر منه أن هذا الإكرام له كان لمكان عمةٍ له كانت في بيت النوبختي.
(٢) مروج الذهب ٤ : ٢١٨.