وأنتم ليس منكم إلّالاعب بنفسه! مأفون في عقله وتدبيره ، مغنٍّ أو ضارب دفّ أو زامر! والله لو أن بني أُمية الذين قتلتموهم بالأمس نُشروا فقيل لهم : لا تأنفوا من المعايب! لما زادوا على ما صيّرتموه لكم شعاراً ودثاراً وصناعة وأخلاقاً! ليس فيكم إلّامن إذا مسّه الشرّ جزع ، وإذا مسّه الخير منَع! ولا تأنفون ولا ترجعون إلّاخشية (من الناس)! وكيف يأنف من يبيت مركوباً ويصبح باثمه معجباً كأنّه قد اكتسب حمداً! غايته بطنه وفرجه! لا يبالي أن ينال شهوته بقتل ألف نبيّ مرسل أو ملَك مقرّب! أحبّ الناس إليه من زيّن له معصية أو أعانه في فاحشة! تنظّفه المخمورة وتربده المطمورة (يقيم بها).
فإن ارتدعتم عما أنتم فيه من السيّئات والفضائح! وعمّا تهذرون به من عذاب ألسنتكم! وإلّا فدونكم تُعلَوا بالحديد (تُقتلون)! ولا قوة إلّابالله ، وعليه توكلي ، وهو حسبي» (١).
الرضا و «الآل» و «الأُمة» و «العترة» :
كان يجتمع في مجلس المأمون في مرو جماعة من علماء خراسان والعراق ، وحضره الرضا عليهالسلام وحضره الريان بن الصلت الأشعري القمي قال : تلا المأمون هذه الآية : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا (٢)) وقال لهم : أخبروني عن معنى هذه الآية. فقال العلماء : أراد الله عزوجل بذلك الأُمة كلها!
فالتفت المأمون إلى الرضا عليهالسلام وقال له : ما تقول يا أبا الحسن؟
__________________
(١) الطرائف في مذاهب الطوائف لابن طاووس ٢ : ٣٩٤ ـ ٤٠٠ عن نديم الفريد لابن مسكويه ، وانظر مقدمة تجارب الأُمم له ١ : ٢٢ بعنوان : انس الفريد ، وروضات الجنات ١ : ٢٥٥ وأعيان الشيعة ١٠ : ١٤٦ وهدية الأحباب : ٩٩.
(٢) فاطر : ٣٢.