فقال عليهالسلام : لا أقول كما قالوا ، ولكني أقول : أراد الله عزوجل بذلك «العترة الطاهرة»!
فقال المأمون : وكيف عنى «العترة» من دون الأُمة؟ فقال الرضا : لو أراد الأُمة لكانت بأجمعها في الجنة! لقول الله عزوجل (في الآية) : (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ثمّ جمعهم كلهم في الجنة فقال عزوجل : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ (١)) ثمّ قال : فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.
فقال المأمون : ومَن «العترة الطاهرة»؟
فقال الرضا عليهالسلام : الذين وصفهم الله في كتابه عزوجل : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٢)) وهم الذين قال فيهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّي مخلّف فيكم الثَقلين : كتاب الله و «عترتي أهل بيتي» ألا وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما. أيها الناس ، لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم».
فقال العلماء : يا أبا الحسن ، أخبرنا عن «العترة» أهم الآل؟ أم غير الآل؟ قال : هم الآل.
فقالوا : فهذا رسول الله صلىاللهعليهوآله يؤثَر عنه أنّه قال : «وأُمّتي آلي» و «آل محمّد أُمّته»!
فقال أبو الحسن : أخبروني فهل تحرم الصدقة على الآل؟ قالوا : نعم. قال :
فتحرم على الأُمة؟! قالوا : لا ، قال : فهذا فرق بين الآل والأُمة. ثمّ قال : ويحكم!
__________________
(١) فاطر : ٣٢.
(٢) الأحزاب : ٣٣.