مدة مُقامه بسامرّاء مكرّماً في ظاهر حاله (١) ولكون الدار في محلة العسكر عُرف بالعسكري نسبةً إليها.
وكان الموضع مجاور الإمام عليهالسلام صنوف من الناس من أهل الصنائع فالموضع كالقرية ، ومنهم نقّاش ينقش على الأحجار الكريمة والفصوص منهم يونس يجاور الإمام بأهله ، فكان يأتي إلى الإمام ويخدمه (٢).
أوّل نبأ له مع المتوكل :
جاء في خبر السبط عن يحيى بن هرثمة قال : فبعد ذلك بمدة اتفق أن مرض المتوكل ، فنذر إن عوفي ليتصدقنّ بمال كثير ، فعوفي ، فسأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم فرجاً ، فبعث إلى علي بن محمد بن الرضا عليهالسلام فسأله فقال : يتصدّق بثلاثة وثمانين ديناراً! فقال المتوكل : من أين لك هذا؟ قال : «من قوله تعالى : (لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ (٣)) والمواطن الكثيرة هي هذه الجملة ، وذلك أنّ النبي صلىاللهعليهوآله غزا سبعاً وعشرين غزاة ، وبعث ستاً وخمسين سرية ، وآخر غزواته يوم حنين».
فعجب المتوكل والفقهاء من هذا الجواب ، وبعث إليه بمال كثير (٤).
ورواه القمي في تفسيره عن ابن أبي عمير قال : اعتل المتوكل علة شديدة ، فنذر إن عافاه الله أن يتصدق بدنانير كثيرة أو قال : بدراهم كثيرة. فعوفي ،
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٣١١.
(٢) أمالي الطوسي : ٢٨٨ ، الحديث ٦ ، المجلس ١١ عن كافور خادم الإمام الهادي عليهالسلام.
(٣) التوبة : ٢٥.
(٤) تذكرة الخواص ٢ : ٤٩٥ وبهامشه مصادر كثيرة.