البُردة المنسوبة إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، والقرّاء قد نشروا مصاحفهم! ولكنهم انهزموا عنه قبل وصوله إلى أنصار مؤنس! ومع يونس قوم من المغاربة ، فلمّا بدأ المقتدر يتراجع لحقه قوم من المغاربة مع يونس وشهروا عليه سيوفهم حتى ضربه أحدهم على عاتقه فسقط وذبحوه ورفعوا رأسه وسلبوه حتى سراويله! وحملوا رأسه إلى مؤنس فبكى ولطم وجهه ورأسه! وأنفد جمعاً إلى دار الخلافة ليحافظوا عليها من النهب (١).
قال السيوطي : كان المقتدر جيّد العقل صحيح الرأي! ولكنه كان مؤثراً للشهوات والشراب! حتى غلبن عليه النساء ، فأخرج لهن جميع جواهر الخلافة ونفائسها ، وأعطى بعض حظاياه الدرّة اليتيمة ووزنها ثلاثة مثاقيل ، وأعطى قهرمانه زيدان سبحة جوهر لم يُر مثلها ، وأتلف أموالاً كثيرةً ، وكان في داره أحد عشر ألف غلام خصيان! غير الصقالبة والروم والسود ، وخلّف اثني عشر ولداً ذكراً (٢).
وكان مؤنس مربّياً لأبي العباس ابن المقتدر فأراد أن ينصبه خليفة ، فردّه إسحاق بن إسماعيل النوبختي وذكر له أخا المقتدر محمد بن المعتضد فوافقه مؤنس وأمر بإحضاره وبايعوه بالخلافة ولقّبوه بالقاهر ، في آخر شوال سنة (٣٢٠ ه) (٣).
بداية خلافة القاهر :
استمرت خلافته سنة ونصفاً إلى أوائل جمادى الأُولى سنة (٣٢٢ ه) وهو في الخامسة والثلاثين من عمره ، وكان أبيض تعلوه حمرة ، مربوعاً حسن الجسم ،
__________________
(١) تاريخ مختصر الدول : ١٥٧.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٤٦ ، ٤٤٧.
(٣) تاريخ مختصر الدول : ١٥٨ و ١٥٩.