قلت : نعم. قال : أدخل. فدخلت وإذا أبو جعفر عليهالسلام قائم على دكة ليس عليه فراش يقعد عليه فجاءه غلام بمصلّى فألقاه له فجلس عليه. فذهبت لأصعد إلى الدكة من غير درجها فأشار لي إلى موضع الدرجة فصعدت وسلمت فرد السلام ومدّ يده إليّ ، فأخذتها وقبّلتها ووضعتها على وجهي ، فأقعدني بيده وأنا ماسك بيده ممّا داخلني من الدهش وتركها في يدي حتى إذا سكنتُ خلّيتها! فأخذ يسايلني.
فقلت له : مولاك الريان بن شبيب يقرأ عليك السلام ويسألك الدعاء له ولولده.
فدعا له ولم يدعُ لولده! فأعدت عليه ، فدعا له ولم يدعُ لولده! فأعدت عليه ثالثة فدعا له ولم يدعُ لولده! فلمّا مضيت نحو الباب سمعته ولم أفهم ما قال ، فسألت الخادم عنه فقال : إنه قال : من هذا الذي يريد أن يهديه؟! هذا وُلد في بلاد الشرك فلمّا أُخرج منها صار إلى ما هو شر منهم! فلو أراد الله أن يهديه هداه (١)!
فلما أُحضر الجواد عليهالسلام إلى بغداد كان خيران هذا يلزم بابه للخدمة التي وُكّل بها ، وكان هناك رسول يختلف بين أبي جعفر الجواد وبين خيران لحاجاته عليهالسلام (٢) ، كما سيأتي الخبر بذلك.
حكم الجواد عليهالسلام في المحاربين :
روى العياشي عن أحمد بن الفضل الخاقاني قال : قُطع الطريق في جلولا (٣) على المارّين من الحجّاج وغيرهم ، وأفلت قطّاع الطريق ، وبلغ ذلك إلى المعتصم.
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ١٠٩ ، الحديث ١١٣٢.
(٢) أُصول الكافي ١ : ٣٢٤ ، الحديث ٢ ، باب النص عليه.
(٣) ناحية في طريق العراق إلى إيران بينها وبين خانقين سبعة فراسخ (٤٠ كم تقريباً) معرّب گل ولاي.