«إنّ الذي أوجبتُ في هذه السنة وهي سنة عشرين ومئتين فقط ، لمعنى أكره تفسيره كلّه خوفاً من الانتشار! وسأُفسّر لك بعضه : إنّ مواليّ أو بعضهم ـ أسأل الله صلاحهم ـ قصّروا في ما يجب عليهم ، فعلمت ذلك فأحببت أن أُطهركم وازكّيهم بما فعلت من أمر الخمس في عامي هذا .. ولم أُوجب ذلك عليهم في كل عام ، إلّاالزكاة التي فرضها الله عليهم ، وإنما أوجبت عليهم الخمس في سنتي هذه. في الذهب والفضة التي قد حال عليهما الحول. فأما الغنائم والفوائد : فهي واجبة عليهم (فيها) في كل عام. والغنائم والفوائد هي .. وما صار إلى مواليّ من أموال «الخرّمية» الفسقة ، فقد علمت أن أموالاً عظاماً صارت إلى قوم من مواليّ. فمن كان عنده شيء من ذلك فليوصله إلى وكيلي ، ومن كان نائياً بعيد الشقة فليعمد لايصاله ولو بعد حين ، فإنّ نيّة المؤمن خير من عمله ..» (١).
وكان للريّان بن شبيب الكوفي البغدادي وَلد قد وُلد في بلاد الشرك (؟) والريّان يريد هدايته وتعرّف الريّان على خيران القراطيسي الأسباطي وأنه موال للجواد عليهالسلام وأراد الحج ، فقال الريان له : إن وصلت إلى أبي جعفر الجواد فقل له : إنّ مولاك الريان بن شبيب يقرأ عليك السلام ويسألك الدعاء له ولولده.
وحجّ خيران والتقى ببعض خدم الجواد عليهالسلام وله منزلة عنده ، فسأله أن يوصله إليه.
فلمّا صار إلى المدينة قال الخادم لخيران : تهيّأ فإني أُريد أن أمضي إلى أبي جعفر الجواد عليهالسلام. قال خيران : فمضيت معه ، فلمّا وافينا الباب دخل ليستأذن فأبطأ عليَّ ، فطرقت الباب وسألت عنه فأخبرني الخادم أنّه قد خرج ومضى ، فبقيت متحيراً فبينا أنا كذلك إذ خرج خادم من الدار وقال لي : أنت خيران؟
__________________
(١) الاستبصار ٢ : ٦٠ ، الحديث ١٩٨ ، والتهذيب ٤ : ١٤١ ، الحديث ٣٩٨ ، وعنهما في وسائل الشيعة ٩ : ٥٠١ ، الحديث ٥.