فأسند الكليني عن إسماعيل بن مهران أنّه لما أُخرج أبو جعفر الجواد عليهالسلام الدفعة الثانية من المدينة إلى المعتصم ببغداد ، قال : صرت إليه وقلت له : جعلت فداك ، أنت خارج (إلى هؤلاء) فإلى من هذا الأمر من بعدك؟ فبكى حتى اخضلّت لحيته ثم التفت إليّ وقال : (نعم) عند هذه يخاف علي! الأمر من بعدي إلى ابني علي (١).
ثمّ لا نجد فيما بأيدينا تفصيلاً لكيفية الإخراج هذا ، كما رأيناه في إخراج والده الرضا عليهالسلام ، ثمّ نراه في كيفية إخراج ولده الهادي عليهالسلام. ويبدو أن هذا كان مع خروج أواخر الحُجّاج لعام (٢١٩ ه) فورد بغداد في (٢٨) من المحرم سنة (٢٢٠ ه) (٢) فوُضع في الإقامة الجبرية إلى أواخر السنة.
ويظهر من خبر بأنّ أموالاً لا بأس بها من أموال الخرّمية (/ خرّم دينان) كانت قد وصلت إلى قوم من موالي الإمام عليهالسلام فأوجب عليهم تخميسها :
وكان من وكلائه في بغداد محمد بن الفرج الرخجي (٣) فكتب إليه أبو جعفر عليهالسلام : احملوا إليّ الخمس فإني لست آخذه منكم سوى عامي هذا (٤).
وبلغ هذا إلى وكلائه ومنهم علي بن مهزيار الأهوازي ، فكأنه كاتَبه مستفسراً عنه فأجابه :
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٣٢٣ ، الحديث ١ ، باب النص على علي الهادي عليهالسلام.
(٢) الإرشاد ٢ : ٢٩٥.
(٣) وقد مرّ خبر عمر بن فرج الرخجي عامل المعتصم على المدينة وتجاسره على الإمام ، فهل هذا أخوه؟! والرخج كما مر : بلدة قرب كابل من أفغانستان اليوم.
(٤) إعلام الورى ٢ : ١٠٠ عن نوادر الحكمة لمحمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري القمي الوكيل أيضاً.