قال : لأنّ امك اشتُريت من مال المسلمين! فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب حتّى يُعتقوك وأنا لم أُعتقك ، ثمّ بلعت الخمس فلا أعطيت «آل الرسول» حقاً ولا أعطيتني ونظرائي حقنا! واخرى أنّ الخبيث لا يطهِّر خبيثاً مثله إنّما يطهِّره طاهر ، ومن في جنبه حدّ لا يقيم الحدود على غيره حتّى يبدأ بنفسه! أما سمعت الله تعالى يقول : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١)).
فالتفت المأمون إلى الرضا عليهالسلام وقال : ما يقول؟ قال : إنّه يقول : سُرق فسَرق! فقال : فما ترى في أمره؟ قال : إنّ الله قال لمحمد صلىاللهعليهوآله : (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ (٢)) وهي الحجة التي لم يبلغهما الجاهل ، فيعلمها على جهله كما يعلمها العالم بعلمه! والدنيا والآخرة قائمتان بالحجة ، وقد احتجّ الرجل.
فعند ذلك أمر المأمون بإطلاق الصوفي! (ولكنّه) احتجب عن الناس! وكان قد قتل الفضل بن سهل وجماعة معه ، وبدأ اليوم يشتغل في قتل الرضا عليهالسلام حتّى قتله بالسم (٣).
مقتل الرضا عليهالسلام بعنب المأمون :
لا نعثر على خبر بتاريخ خروج المأمون من مرو ، حتّى نعثر على خبر قتله وزيره الفضل في الخامس من شعبان عام (٢٠٢ ه) في سَرخس ، وهو الواسط بين مرو ونيشابور ، وبعد سرخس إلى مرو نمرّ بطوس ومن قراها سناباد وفيها قصر
__________________
(١) البقرة : ٤٤.
(٢) الأنعام : ١٤٩.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٣٧ ـ ٢٣٨ ، الباب ٥٩ ، الحديث ١.