القائد العباسي حُميد بن قحطبة الطائي ، وفيه قبة قبر الرشيد ، ويظهر من الخبر التالي قتل المأمون الرضا عليهالسلام هنا لدفنه بجوار أبيه الرشيد ، في آخر صفر عام (٢٠٣ ه) أي بعد سبعة أشهر من قتله وزيره الفضل ، ذلك أنّه كما مرّ خبره : كان كلّما مرّ ببلد أقام فيه حتّى يصلح حاله وينظر في مصالح أهله (١) وهنا بسناباد قبل أن يصل إلى نيشابور التي بلغه عن المحدّثين بها احتفاؤهم بالرضا عليهالسلام! وخبر المقتل كما يلي :
أسند الصدوق عن أبي الصلت الهروي قال : بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، إذ قال لي : يا أبا الصلت ، ادخل هذه القبة التي فيها قبر هارون و... (وهي في قصر ابن قحطبة بسناباد ، فهم قد وصلوا إليها من سَرخس).
ثمّ قال عليهالسلام : يا أبا الصلت ، غداً أدخل على هذا «الفاجر» فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس (غير واضع ردائي على رأسي) فكلّمني اكلّمك ، وإن أنا خرجت وأنا مغطّى الرأس (بردائي) فلا تكلّمني!
فلمّا أصبحنا دخل علينا غلام المأمون (ياسر الخادم؟) فقال له : أجب أمير المؤمنين! وكان قد لبس ثيابه وجلس في محرابه ينتظره ، فلبس رداءه ونعله وقام يمشي وأنا أتبعه حتّى دخل على المأمون.
وكان المأمون بين يديه أطباق فواكه ومنها طبق عليه عنب ومنه عنقود بيده ، قد أكل بعضه وبقي بعضه ، فلمّا أبصر بالرضا وثب إليه فعانقه وقبّل ما بين عينيه ، وأجلسه معه ، ثمّ ناوله العنقود وقال له : يابن رسول الله ، ما رأيت عنباً أحسن من هذا! كل منه. فقال له الرضا : تعفيني منه. فقال : لابدّ من ذلك!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٥٢ ، وفي : ٤٥٣ : دخل بغداد في ربيع الأول سنة (٢٠٤ ه) أي بعد أكثر من سنة!