كثيف من بني شيبان وغيرهم من أولياء السلطان ، فانسحب ذكرويه ببني كلاب إلى ما بين الكوفة إلى البصرة ، وتبعهم الجيش حتى التقوا في أواخر ربيع الأول سنة (٢٩٤ ه) قرب قرية أوم ، فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى أخذهم السيف وانهزموا ، وأُخذ ذكرويه جريحاً ثمّ مات ، فشدّوه على جمل وحملوه وأسراهم ورؤوس قتلاهم فأدخلوهم إلى بغداد في أوائل ربيع الثاني عام (٢٩٤ ه) (١).
هذا ما ذكره المسعودي ، واختلف عنه الشاميان أبو الفداء وابن الوردي فأورد : أن مقدّمهم كان معروفاً بالشيخ يحيى ، وبعده قام فيهم أخوه الحسين وتسمى بأحمد ، ولما غلب على حمص تسمّى بأمير المؤمنين المهدي فادّعى المهدوية! وخطبوا له على منابرها. ثمّ سار إلى حماه والمعرّة وسلمية فسلّموا له بالأمان ولكنه قتل أهلها حتى النساء والأطفال وحتى صبيان المكتب! وأقام بمعرة النعمان أُسبوعين يقتل وينهب ويحرق حتى قتل منهم بضعة عشر ألفاً (٢).
وفي بداية خلافة المكتفي :
فروى الطوسي بسنده عن خادم النوبختي : عبد الله الكوفي قال : بعد ما ذُمّ الشلمغاني وخرجت فيه اللعنة سُئل الشيخ أبوالقاسم قيل له : فكيف نعمل بكتبه وبيوتنا مليئة منها؟ فقا لهم : أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن علي عليهالسلام وقد قيل له : كيف نعمل بكتب بني فضال وبيوتنا مليئة منها؟ فقال عليهالسلام : خذوا بما رووا وذروا ما رأوا (٣).
__________________
(١) التنبيه والإشراف : ٣٢٢ ـ ٣٢٦.
(٢) تاريخ أبي الفداء ١ : ٢٣٨ ، ونحوه في تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٣٨.
(٣) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٨٩ ـ ٣٩٠ ، الحديث ٣٥٥.