وسار أبو غانم القرمطي إلى هيت فقاتلهم وأحرقها وارتحل عنها إلى البرّ ، وانفذ المكتفي عدّة قوّاد لمقابلته ، فأحاطت العساكر بهم فاختلفت كلمتهم ، فلمّا أمسوا قتله بعضهم ليلاً وتفرّقوا عنه ، وتقرّب برأسه بعض زعمائهم إلى الخليفة في الخامس من شوال سنة (٢٩٣ ه).
وفي هذه السنة قام بالموضع المعروف بالصوأر على أربعة أميال من برّ القادسية ، في الكلبيين أيضاً رجل منهم يسمّى بالفارسية : ذكرويه بن مهرويه! وادّعى القرمطية بما فيها من تخفيف التكاليف والتناسخ ، فتبعه منهم جمع كثير! فصار بهم إلى الكوفة وعليها من أصحاب السلطان إسحاق بن عمران ، فكشفهم عن الكوفة واستمدّ السلطان ، فأرسل إليهم قائده رائق المعتضدي ومعه خادما المكتفي : بشر الأفشيني وجَني الصفواني ، وكان ذكرويه قد انسحب ببني كلاب إلى موضعهم من الصوأر في برّ القادسية فلقوهم بها فأتوا على أكثر جيش الخليفة ، وذلك في آخر ذي الحجة من سنة (٢٩٣ ه).
ثمّ توجّه ذكرويه بجمعه من بني كلاب إلى تلقّي قوافل الحجّاج في مرجعهم من الحج ، وكانت أولى القوافل قافلة خراسان العظيمة وقد نزلت بالمنزل المعروف بواقصة ، فأتوا عليها بما فيها!
ثمّ توجّهوا إلى المنزل المعروف بالعقبة وقد نزلت بها قافلة السلطان وعليها أحمد العقيلي ومبارك القمي فقتلهما ومن معهما من الأولياء والرعية!
ثمّ توجّهوا إلى الموضع المعروف بالطليح من الهبير بين الثعلبية وشقوق ، فلقى بها قافلة السلطان الثالثة وعليها أحمد بن سيما ونفيس المولّدي فأتى عليهما وعلى غيرهما من الأولياء والقواد وسائر الناس من مختلف المدن أكثر من خمسين ألفاً!
فتجهّز لهم أخو أحمد : القاسم بن سيما ومعه وصيف الخزري في جيش