فقال المأمون : يا أبا الحسن فما تقول في «الرجعة»؟!
فقال الرضا عليهالسلام : إنها لحق ، قد كانت في الأُمم السالفة ونطق به القرآن. وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يكون في هذه الأُمة كل ما كان في الأُمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذّة» (١) وقال صلىاللهعليهوآله : «إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم فصلّى خلفه» وقال : «إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ، قيل : يا رسول الله ثمّ يكون ماذا؟ قال : ثمّ يرجع الحق إلى أهله».
فقال المأمون : يا أبا الحسن ، فما تقول في القائلين بالتناسخ؟
فقال الرضا عليهالسلام : من قال بالتناسخ فهو كافر بالله العظيم! مكذِّب بالجنة والنار!
قال المأمون : فما تقول في المسوخ؟ قال : أُولئك قوم غضب الله عليهم فمسخهم فعاشوا ثلاثة أيام ثمّ ماتوا ولم يتناسلوا ، يوجد في الدنيا من القردة والخنازير وغير ذلك مما يقع عليهم اسم المسوخية ، فإنما هي مثل (المسوخ) مما لا يحل أكلها والانتفاع بها.
فقال المأمون : لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن ، فوالله ما يوجد العلم الصحيح إلّاعند «أهل هذا البيت» وإليك انتهت علوم آبائك ؛ فجزاك الله عن الإسلام وأهله خيراً!
عودة المأمون ، والمخالفون :
أسند الصدوق عن ياسر خادم المأمون لدى الرضا عليهالسلام قال : كان الفضل بن سهل أصبح ذا الرياستين فغلب على أمر المأمون بحيث لم يكن يجسر المأمون
__________________
(١) القذّة : ريش السهم.