أن يكاشف الفضل بخلافه! فلم يكن للمأمون عند الفضل رأي! ثمّ قوي عليه بالرضا عليهالسلام جداً!
قال ياسر الخادم : فبينا نحن عند الرضا عليهالسلام يوماً إذ سمعنا وقع القفل الذي كان على باب المأمون إلى دار أبي الحسن عليهالسلام. فقال لنا الرضا : قوموا تفرقوا. فقمنا عنه.
فجاء المأمون ، وأراد الرضا عليهالسلام أن يقوم له فأقسم عليه المأمون بحق رسول الله أن لا يقوم إليه ، ثمّ جاء حتّى انكبّ على أبي الحسن عليهالسلام وقبّل وجهه (أو جبهته) وكانت هناك وسادة فقعد عليها ، وكان بيده كتاب مطوي ففتحه وكان طويلاً فقرأه عليه فإذا هو فتح لبعض قرى كابل حتّى فرغ منه.
فلمّا فرغ منه قال له الرضا عليهالسلام : يا أمير المؤمنين ، اتق الله في أُمة محمّد صلىاللهعليهوآله وما ولّاك (كذا) من هذا الأمر وخصّك به ، فإنك قد ضيّعت أُمور المسلمين وفوضت ذلك إلى غيرك يحكم فيهم بغير حكم الله ، وقعدت في هذه البلاد .. فاتق الله ـ يا أمير المؤمنين ـ في أُمور المسلمين ...
قال المأمون : يا سيدي! فما ترى؟ قال : أرى أن تخرج من هذه البلاد وتتحول إلى موضع آبائك وأجدادك ، وتنظر في أُمور المسلمين ولا تكلهم إلى غيرك ؛ فإنّ الله سائلك عمّا ولّاك (؟!).
فقام المأمون وقال : نعم ما قلت يا سيدي! هذا هو الرأي ...
وبلغ هذا إلى ذي الرياستين وجاء إلى المأمون فقال المأمون له : أمرني سيدي أبو الحسن بكيت وكيت وهو الصواب! فقال الفضل : إنك بالأمس قتلت أخاك! فجميع أهل بيتك وبنو أبيك وأهل العراق والعرب معادون لك. ثمّ ولّيت ولاية العهد لأبي الحسن (الرضا) وأخرجت بها الخلافة من بني أبيك ، والعامة والفقهاء والعلماء وآل العباس لا يرضون بذلك وقلوبهم متنافرة عنك! فالرأي