وذكره الكشي (ق ٣ ه) في كتابه : «معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين» وقال : «الكلبي من رجال العامة ، إلّا أنّ له ميلاً ومحبة شديدة! (حتى) قد قيل : إنّ الكلبي لم يكن مخالفاً وإنما كان مستوراً» أي بالتقية. ونقل هذا الطوسي في «اختيار معرفة الرجال» (١) واختار قول الكشي الأول فلم يذكره في «الفهرست» ولا في «الرجال» مع عموم موضوعه!
والنجاشي مال مع القول الثاني فذكره وقال : «العالم بالأيام (التاريخ) المشهور بالعلم والفضل. وكان يختصّ بمذهبنا ، وله الحديث المشهور قال : اعتللت علة عظيمة فنسيت علمي! فذهبت إلى جعفر بن محمد عليهالسلام فسقاني العلم في كأس! فعاد إليّ علمي! وكان أبو عبد الله عليهالسلام يدنيه ويقرّبه وينشّطه ، وله كتب كثيرة» (٢). ثمّ عدّ كتبه ومنها «مقتل الحسين».
ولد بالكوفة قيل في (٩٦ ه) وقرأ على أبيه وأبي مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن سالم الأزدي الغامدي الكوفي. وعنه روى كتبه ومنها «مقتل الحسين» وزاد إليه ما رواه عن سواه فعُرف باسمه وروي عنه ، وعنه نقل الطبري في تاريخه ، ثمّ المفيد في «الإرشاد» (٣) ولما بنى المنصور بغداد وانتقل إليها كثير من أهل الكوفة انتقل معهم هشام الكلبي إلى بغداد ، وحمل كتبه على مئة وعشرين وقر بعير! فقيل له : ما أكثر كتبك! فقال : وعلمي أكثر من كتبي ، كما عن ابن خلكان (٤).
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٣٩٠ ، الحديث ٧٣٣.
(٢) رجال النجاشي : ٤٣٤ برقم ١١٦٦.
(٣) واستخرجته من تاريخ الطبري وقارنته بالارشاد وحققته وعلّقت عليه ونُشر باسم : وقعة الطف.
(٤) في دراسات عن التاريخ والمؤرخين العرب ، للدكتور مرجليوث الألماني تعريب إبراهيم نصّار المصري.