فلسطين حتّى أناخ بباب دمشق وحاصرها ، فلمّا اشتد الحصار خرج أماجور وأصحابه ، وتقدم إليه خليفة عيسى أبو الصهباء ظفر بن اليمان وابن عيسى منصور ، فحمل عليهما أماجور وأصحابه ، فقتل منصور وأسر ظفر فقُتل وصلب ، وعاد عيسى إلى الرملة من فلسطين (١).
وغلب على أمره وتدبير ملكه وسياسة سلطانه أخوه أبو أحمد طلحة (٢) بن المتوكل الملقب بالموفق والناصر لدين الله ، وصيّره كالمحجور عليه فلا أمر ينفذ له ولا نهي ، وهو أهمل أُمور الرعية وتشاغل بلهوه ولذاته. أما الموفق فقد قام بأمر أخيه أحسن قيام فمن قرُب من الأعداء قمعه ومن نأى استصلحه ، على كثير ممّا كان يلقاه من اعتراض الموالي وسوء طاعتهم وشغبهم (٣).
مرّ خبر الكليني عن أحمد بن محمد بن عبد الله : أنّ المهتدي العباسي كان قد تهدّد العلويين عامة وأبا محمد العسكري عليهالسلام خاصة يقول : والله لأُجلينّهم عن جديد الأرض (٤)!
ومرّ في آخر أخبار الشغب عليه وقتله : أنّ من قوّاد المغاربة المقتولين معه فيها : نصر بن أحمد الزبيري ، فلعلّه كان رسوله بتهديده إلى العسكري عليهالسلام.
فقد أسند الكليني عن أحمد بن محمد بن عبد الله ـ وهو راوي التهديد السابق ـ قال : حين قُتل الزبيري خرج (توقيع) عن أبي محمد العسكري عليهالسلام يقول : هذا جزاء من افترى على الله في أوليائه!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٠٧.
(٢) الملاحظ أن المتوكل سمّى اثنين من أبنائه بطلحة والزبير وهو المعتز ، ولم يسم أحداً منهم بعلي عليهالسلام!
(٣) التنبيه والإشراف : ٣١٨.
(٤) أُصول الكافي ١ : ٥١٠ ، الحديث ١٦ باب مولد العسكري عليهالسلام.