ثمّ أخذ كتبه التي أخذها عن كتب أصحاب الصادق عليهالسلام وعرضها على الرضا عليهالسلام فأنكر أحاديث كثيرة منها أن تكون من أحاديث أبي عبد الله عليهالسلام وقال له : إنّ أصحاب أبي الخطاب إلى يومنا هذا يدسّون هذه الأحاديث في كتب أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن ، فإنّا إن تحدّثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة! إنّا نحدث عن الله ورسوله ولا نقول : قال فلان وفلان ليتناقض كلامنا ، إنّ كلام آخرنا مثل كلام أولنا وكلام أولنا مصادق لكلام آخرنا ، فإذا أتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردّوه عليه وقولوا له : أنت أعلم بما جئت به! فإنّ مع كل قول منا حقيقة وعليه نوراً ، فما لا حقيقة له معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان (١).
وكان للرضا عليهالسلام وكيل في قم يدعي عبد العزيز بن المهتدي من خواص الرضا ومن خيار القميين ، وقال للرضا يوماً : إني لا ألقاك في كل وقت ، فعن مَن آخذ معالم ديني؟ قال : خذ من يونس بن عبد الرحمن (٢).
وله ثلاثون كتاباً منها (كتاب يوم وليلة) في أدعية الليالي والأيام ، وكانت نسخة منه لدى أحمد بن أبي خلف ومرض فعاده الجواد عليهالسلام وإذا عند رأسه كتاب يونس ، فعجل بتصفّحه ورقة ورقة حتى أتى عليه إلى آخره وهو يكرّر : رحم الله يونس رحم الله يونس. وكان قد ضمن له الجواد الجنة على نفسه وعلى آبائه ، بعد أن ضمن له الرضا عليهالسلام ذلك ثلاث مرات (٣)! وهو بعد الرضا كان يحجّ عنه (٤).
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٢٢٤ ، اگ ديث ٤٠١.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٤٨٣ ، اگ ديث ٩١٠.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٤٨٤ ، اگ ديث ٩١١ و ٩١٢ و ٩١٣.
(٤) ا كل عام وانتم بخير صدر السابق : ٤٨٨ ، اگ ديث ٩٢٦.