الصادق عليهالسلام قال : «إنّ المغيرة بن سعيد لعنه الله دسّ في كتب أصحاب أبي (الباقر) أحاديث لم يحدّث بها أبي! إنا إذا حدّثنا قلنا : قال الله عزوجل وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما يخالف قول ربنا وسنة نبينا صلىاللهعليهوآله ، لا تقبلوا علينا حديثاً إلّاما وافق القرآن والسنة ، أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدمة فكان يونس شديداً في الحديث ويكثر الانكار لما يرويه الرواة» (١).
ولما مات أبو الرضا عليهالسلام ببغداد توقف بعض الشيعة عن القول بوفاته وإمامة الرضا عليهالسلام بعده ، وأخذوا يروون : أنّ فيه شبهاً من أربعة أنبياء ، يطبّقون عليه أخبار آبائه عن القائم من آل محمد عليهمالسلام وشبهه بأربعة من الأنبياء في غيبتهم والفرج بعد الشدة والخروج بالسيف والاختلاف فيهم.
فالتقى يونس بالرضا عليهالسلام وسأله عن وفاة أبيه وقال له : جعلت فداك! إنّ بعض شيعتك أو مواليك يروون أنّ في أبيك شبهاً بأربعة أنبياء! فقال : قد والله الذي لا إله إلّاهو هلك! قال : فأوصى إليك؟ قال : نعم ، قال : فما شرك معك أحداً؟ قال : لا ، قال : فأنت إمام؟ قال : نعم (٢).
وكان قد روى عنهم عليهمالسلام أنهم قالوا : «إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه ، فإن لم يفعل سُلب نور الايمان» فلمّا تبيّن له الحق وعرف من أمر أبي الحسن الرضا عليهالسلام ما علم ، تكلم ودعا الناس إليه. وكان زياد القندي وعلي بن أبي حمزة البطائني من قوّام أموال الكاظم عليهالسلام وعندهما مئة ألف دينار منها! فكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته ، فبعثا إلى يونس ضمنا له عشرة آلاف دينار ليكفّ عنهما فأبى عليهما (٣).
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٢٢٤ ، الحديث ٤٠١.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٤٩٤ ، الحديث ٩٤٧.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٤٩٣ ، الحديث ٩٤٦.