جعفر الخياط وعُجيف بن عنبسة إلى حصن سنان! فسمعوا وأطاعوا ، ووجّه بقائده أُشناس (الفارسي) إلى حصن سندس فأتاه برئيسه (ففرض عليه ما أراه) ثمّ انصرف من أرض الروم إلى دمشق ، وانصرف إليه أخوه المعتصم من مصر (١).
وقال اليعقوبي : كان على أنقرة البطريرك منوئيل فلمّا توجه إليه المأمون هرب منها ، فصالحه المستولون على نصفها ، وافتتح نصفها الآخر عنوة فأخربها. ثمّ انصرف إلى دمشق.
وكان أهل برقة قد خالفوا وعليهم مسلم بن نصر الأعور ، فنفذ المأمون إليها وافتتحها وأسر مسلم الأعور. وأتاه الخبر : أنّ أهل البشرود من مصر قد ثاروا ، فأمر أخاه المعتصم أن يوجّه إليهم حيدر بن كاووس الأفشين (الفارسي) فوجّه به إليهم فكفّهم. ثمّ بلغه أنهم عاودوا العصيان فانصرف المأمون بنفسه إليهم وحاربهم سنة (٢١٦ ه).
ثمّ انصرف منهم إلى أرض الروم ثانية ، ففتح اثني عشر حصناً من حصونهم ، وكان ملك الروم يومئذ توفيل بن ميخائيل فبلغ المأمون أنه قد زحف إليه ، فوجّه المأمون إليه بابنه العباس ، وبعث توفيل بأُسقف من أساقفته معه كتاب إليه بدأ فيه باسمه ، فلما رآه المأمون وقد بدأ فيه باسمه ردّه وقال : لا أقرأ له كتاباً يبدأ فيه باسمه! فعاد الأُسقف. وكان عند الروم من الأسرى المسلمين سبعة آلاف أسير! فكتب توفيل إلى المأمون : لعبد الله غاية الناس في الشرف! ملك العرب! من توفيل بن ميخائيل ملك الروم .. وسأله أن يقبل منه الأسرى ومئة ألف دينار ، فيدع لهم ما افتتحه من مدائن الروم وحصونهم ويكفّ عنهم الحرب خمس سنين (إلى سنة ٢٢٠ ه) فلم يجبه المأمون إلى ذلك! وانصرف إلى كيسوم من أرض الجزيرة (٢).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ : ٦٢٣ ـ ٦٢٤.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٦٥.