فتاواه بمصر) وكان الشافعي محمد بن إدريس وله محمّدان مات أحدهما بمصر سنة (٢٣١ ه) وولى الآخر قضاء جزيرة ابن عمر في شمال العراق فمات بها سنة (٢٤٠ ه) فهما عامل نشر مذهب الشافعي ببغداد والشمال.
وحينما خرج الشافعي من بغداد كان يقول عن أحمد بن حنبل : خرجت من بغداد وما خلّفت بها أحداً أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل! ومات أحمد بها في ربيع الأول ، وحضر تشييعه ستون ألف امرأة وستمئة ألف رجل! وأسلم ذلك اليوم عشرون ألفاً من المجوس واليهود والنصارى! كذا قال ابن الوردي الحنبلي (١).
وإنما قال المسعودي : حضر تشييعه ما لم يُر مثل ذلك الاجتماع في جنازة من سلف قبله ، وصلّى عليه الوالي محمد بن طاهر الخزاعي (مولاهم) ودُفن في الجانب الغربي بباب حرب.
وكان مقدّم عظيم فيهم يقف مراراً وينادي كراراً :
وأظلمت الدنيا لفقد محمد |
|
وأظلمت الدنيا لفقد ابن حنبل |
يريد بذلك أنها أظلمت لفقد أحمد كما أظلمت لفقد محمد عليهالسلام! وكان أحدهم ينادي بهم : العنوا الواقف عند الشبهات (٢)! ولم يعرض له السيوطي الشافعي! وأحمد من أحفاد ذي الثُديّة رأس الخوارج!
وهو صاحب «المسند» الذي قال فيه : جمعت في المسند أحاديث انتخبتها من أكثر من سبعمئة وخمسين ألف حديث ، فما اختلفتم فيه فارجعوا إليه وما لم تجدوه فيه فلا حجة فيه (٣).
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢١٧.
(٢) مروج الذهب ٤ : ٢٠.
(٣) تتمة منتهى الآمال للمحدّث القمي : ٣١٨.