اليمين وتعدلوا إلى الشمال. واجعلوا قصدكم إلينا بالمودة على السنّة الواضحة. فقد نصحت لكم والله شاهد عليَّ وعليكم.
ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم والإشفاق عليكم ؛ لكنّا في شغل عن مخاطبتكم ممّا قد امتُحنّا به من منازعة الظالم العُتلّ الضال ، المتابَع في غيّه المضاد لربّه ، الداعي ما ليس له الجاحد حق من افترض الله طاعته ، الظالم الغاصب! ولي في ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله اسوة حسنة! وسيُردي الجاهل رداءة عمله! وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار!
عصمنا الله وإياكم من المهالك والأسواء والآفات والعاهات كلّها برحمته ، فإنه وليّ ذلك والقادر على ما يشاء ، وكان لنا ولكم ولياً وحافظاً. والسلام على جميع الأوصياء والأولياء ، والمؤمنين ورحمة الله وبركاته ، وصلّى الله على محمد وآله وسلّم تسليماً (١).
وقد مات جعفر الكذّاب في سنة (٢٧١ ه) وعمره (٤٥) عاماً ، فكان كما جاء في أواخر هذه الرسالة : «وسيُردي الجاهلَ رداءة عمله» فهذه الكتب كانت في هذه الفترة العشر سنين بين (٢٦٠ ه) إلى (٢٧١ ه). بل يبدو أنّ الكتابين الآخِرين من هذه الكتب الثلاثة كانا كالكتاب الأول على عهد السفير الأول أيضاً.
وقال الطوسي : وكانت توقيعات صاحب الأمر عليهالسلام تخرج على يدي عثمان بن سعيد .. إلى شيعته وخواص أبيه أبي محمد عليهالسلام بالأمر والنهي والأجوبة عمّا يسأل الشيعة عنه ، إذا احتاجت إلى السؤال فيه ، بالخطّ الذي كان يخرج في حياة الحسن عليهالسلام .. إلى أن توفي عثمان بن سعيد «رحمهالله ورضي عنه» وغسّله ابنه أبو جعفر وتولّى القيام به (٢).
__________________
(١) كتاب الغيبة للطوسي : ٢٨٥ ـ ٢٨٧ ، الحديث ٢٤٥.
(٢) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٥٦.